الصراع على البطولات من الأمور الطبيعية بين الفرق الرياضية، إلا أن هذا قد يؤدي إلى وجود كراهية تاريخية بينها، مثل تلك الموجودة بين مانشستر يونايتد وليفربول الإنكليزيين، والتي تعود إلى الأسباب الآتية:
1) المنافسة الصناعية بين المدينتين
تتعدى الكراهية بين مشجعي الفريقين إلى أكثر من مجرد مباريات، وتمتد إلى حقائق تاريخية، فمدينة ليفربول كانت ميناءً رئيسياً ومفتاح التجارة الدولية لإنكلترا، وكانت تتحكم بشكل كبير في أداء الاقتصاد البريطاني، وخلال عقود تعرضت تلك المكانة لتهديد نتيجة النمو غير المتوقع لمدينة مانشستر خاصة مع بدء الثورة الصناعية، وتحمس المدينة للنمو والاتساع نتيجة ازدهار صناعة المنسوجات، ومع تدفق العاملون على المدينة الجديدة فإن صناعة السفن والشحن في ميناء ليفربول عانت آثار خطيرة انعكست على اقتصاد المدينة بالكامل، خاصة مع حفر قناة مانشستر لتصبح لديها ميناء خاص بها.
2) التهكم على حادثي ميونيخ وهيلزبره
تعرض كلا الفريقين لحوادث مأساوية، حيث سبق لفريق مانشستر يونايتد خسارة معظم فريقه نتيجة تحطم طائرة تقله في 6 فبراير 1958 بعد عودته من مباراة في بلغراد، ما أدى إلى مقتل 8 من الفريق فضلاً عن الجهاز الإداري ومشجعين ومراسلين صحافيين، أما بالنسبة لليفربول فهناك كارثة تدافع الجماهير في ملعب هيلزبره عام 1989 أثناء مباراة الفريق مع نوتنغهام فورست بنصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، التي أدت إلى وفاة 96 مشجعاً، وقبلها كانت كارثة ملعب هيسل ببلجيكا التي أدت إلى حرمان الأندية الإنكليزية من المشاركة بالبطولات الأوروبية لمدة 5 سنوات.
ورغم تلك الخسائر البشرية الفادحة لكلا الفريقين فإن المشجعين لم يتوقفوا عن التهكم والسخرية من الحوادث التي تعرض لها الاثنان، ما يزيد العدوانية بين مشجعي الفريقين.
3) الهزائم المذلة المتبادلة بين الفريقين
شهدت الملاعب هزائم مذلة بين الطرفين، حيث تمكن ليفربول من هزيمة مانشستر يونايتد 7-1 في أكتوبر 1895، وفي الشهر التالي رد مانشستر بهزيمتهم 5-2 على ملعبهم، وجاء عام 1977 ليشهد أول نهائي مهم بين الفريقين التي نجح مانشستر يونايتد في الفوز بها 2-1 ليحمل لقب كأس الاتحاد الإنكليزي للمرة الرابعة وحرم ليفربول من الفوز بها للمرة الثالثة، لكنه تمكن من الانتقام بعدها بـ6 سنوات عندما هزم مانشستر يونايتد على ملعب ويمبلي 2-1 ليفوز بكأس "كارلينغ كب" للمرة الثالثة.
4) عصور السيطرة على تاريخ الكرة الإنكليزية
شهد كلا الفريقين عصوراً كان يسيطر كل منهما خلالها على الكرة الإنكليزية، حتى إنهما كانا ملوك تلك الفترات، حيث تمكن ليفربول من الحصول على لقب الدوري الإنكليزي 5 مرات في النصف الأول من القرن العشرين، لكنه لم يظهر كقوة كبيرة حتى السبعينيات على المستوى المحلى والأوروبي، وخلال الفترة من 1972 حتى 1990 حصل ليفربول على 11 بطولة دوري و4 كؤوس أوروبية.
أما مانشستر يونايتد فقد فاز بأول ألقابه في 1908 ثم 1911، وبعد 40 عاماً تمكن من الفوز بـ3 بطولات خلال 6 سنوات بالخمسينيات، ثم توقفت سلسلة انتصاراتهم بسبب كارثة ميونيخ، وفي منتصف الستينيات تمكنوا من الفوز بلقبين، وفي الفترة من 1963 و67 فاز كلا الفريقين بلقب الدوري مرتين، ومع بداية التسعينيات انتهى عصر ليفربول واستطاع المدرب الاسكتلندي أليكس فيرغسون الصعود بمانشستر يونايتد للقمة، حيث فاز "الشياطين الحُمر" بـ12 لقب منها بطولتين دوري أبطال أوروبا و4 كؤوس "كارلينغ كب" و3 كؤوس دوري، كل ذلك يظهر أن المنافسة على السيطرة على البطولات بين الفريقين شديدة للغاية.
5) الصراع على زعامة الكرة عالمياً
انعكست سيطرة مانشستر يونايتد على تاريخ الكرة الإنكليزية، على تكوينه شعبية دولية كبيرة في عدة أماكن حول العالم، حيث يمتلك النادي عدة مكاتب تسويقية في جنوب أفريقيا وإندونيسيا، في حين يمتلك ليفربول موقعاً رسمياً يفتخر بمشجعيه في أذربيجان وموريشيوس، وقد نجح كلا الفريقين في إرساء معايير التسويق الدولي للأندية التي تعد لازمة لأي نادٍ يرغب في البقاء على قمة دورياتها، وفي الوقت الذي ذهب فيه مانشستر يونايتد في جولة بالولايات المتحدة لعب ليفربول مباريات بالصين، ماليزيا وكوريا الجنوبية.
ومع ضخ كميات ضخمة من الأموال في بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز استفاد يونايتد من سيطرته على الدوري ليحصل على نصيب منها، في حين أن ليفربول واحد من الأندية القليلة التي تمكنت من المنافسة مالياً على شراء اللاعبين دون الحاجة إلى أن يشتريه ملياردير لينفق عليه، ومع اهتمام ملايين المشجعين حول العالم بمتابعة مباريات الفريقين فإن المنافسة بينهما أصبحت عالمية.
هل أعجبك هذا الموضوع..؟
|
ضع إيميلك هنا وإحصل على كل ماهو جديد!
|
كن من متابعينا!
|
مواضيع مشابهة مفيدةرياضة
0 التعليقات:
إرسال تعليق