شهد منتجع كامب ديفيد الكثير من الأحداث التاريخية وتردد اسمه كثيرا في الأخبار مرتبطا بلقاءات الروءساء الأمريكيون مع نظرائهم من دول العالم
تقع منطقة كامب ديفيد في أعالي جبال كاتوكتين بولاية ميريلاند الأمريكية، وهي تعد المنتجع الرسمي لرؤساء جمهورية الولايات المتحدة ويحيط بكامب ديفيد سياج أمني محكم بهدف توفير مناخ آمن ومريح للرؤساء وضيوفهم
وقد اشتهر هذا المكان باستضافة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر فيه، وعلى مدى اثني عشر يوما، لمحادثات السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1978 وأسفرت تلك المحادثات عن توقيع معاهدة كامب ديفيد، التي كانت أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية
وأثناء الحرب العالمية الثانية، اجتمع في المكان ذاته كل من الرئيس فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشيرتشل للتخطيط لعملية غزو قوات الحلفاء لأوروبا
وتبلغ مساحة منتجع كامب ديفيد قرابة كيلومتر مربع، ويبعد بنحو مئة وعشرة كيلومترات عن العاصمة الأمريكية واشنطن
ولا تستغرق الرحلة من البيت الأبيض إلى كامب ديفيد بالطائرة المروحية أكثر من ثلاثين دقيقة
وقد أقام المنتجع الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت في عام اثنين وأربعين كمقر للاستجمام واستقبال ضيوفه واختار موقعه لقربه من واشنطن وما يتمتع به من طقس معتدل ومقومات مثالية لإقامة منتجع رئاسي
وأطلق روزفلت على المكان اسم كامب شانجري نسبة لاسم مملكة جبال التبت التي ورد ذكرها في رواية "الآفاق المفقودة" للكاتب جيمس هيلتون
وفي عام ثلاثة وخمسين قرر الرئيس دوايت أيزنهاور تغيير الاسم إلى كامب ديفيد تخليدا لاسم حفيده
وتشرف على تأمين المنتجع قوات الأمن الخاصة بالبيت الأبيض وتضم منشآت كامب ديفيد مكتبا لرئيس الجمهورية ومقرا لإقامته وحمام سباحة وعدة منازل صغيرة لإقامة الضيوف، وملعب جولف، وملاعب تنس، وصالة للتدريبات الرياضية، وقاعة اجتماعات أهم الزوار
وقد حرص الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون على استضافة عدد كبير من الضيوف من رؤساء الدول والحكومات، لتنمية علاقاتهم بهم على المستوى الشخصي بعيدا عن عيون الصحافة والرأي العام
وفي عام ثلاثة وسبعين عقد ليونيد بريجينيف، السكرتير العام للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي قمة مع الرئيس ريتشارد نيكسون تناولا خلالها بحث قضايا تحسين العلاقات الدولية واتفاقية الحد من انتشار التسلح النووي
ومن أبرز ضيوف كامب ديفيد أثناء فترة حكم نيكسون الرئيس اليوغوسلافي تيتو، ورئيس رومانيا نيكولاي شاوشيسكو أما أهم ضيوف الرئيس "جيمي كارتر " فكان الرئيس الراحل السادات.
وقد زارت رئيسة الوزراء البريطانية، مارجريت تاتشر كامب ديفيد مرتين بدعوة من الرئيس رونالد ريجان
وخلال سلسلة من اللقاءات التي جمعت بين ريجان والرئيس المكسيكي لوبيز بورتيو عقد الزعيمان محادثات أثناء امتطائهما صهوة جوادين حول أراضي المنتجع
وقد كان رونالد ريجان يفضل توجيه خطاباته الإذاعية للشعب الأمريكي من كامب ديفيد ويعد ريجان أكثر الرؤساء الأمريكيين ترددا على كامب ديفيد، وقال عند انتهاء فترة رئاسته إن أكثر ما سيفتقده هو منتجع كامب ديفيد من بين جميع امتيازات الرئاسة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق