القاهرة - أخبار مصر
أكد السفير محمد إدريس سفير مصر الجديد في إثيوبيا أن أزمة مياه النيل كان النظام السابق أهم أسبابها وجعل مصر تخسر الكثير والكثير ليس مع دول حوض النيل فقط ولكن مع القارة الإفريقية ككل..
فمصر قبل ثورة 25يناير كانت مغيبة عن إفريقيا.. ولكن بعد أن حدثت الثورة البيضاء للشعب المصري فتحت العديد من الدول الإفريقية صفحة جديدة في عَلاقاتها مع مصر وبالأخص دول حوض النيل.. وأضاف إدريس خلال حواره مع صحيفة الأخبار الاثنين أن مصر تتطور في اتجاه إرادة وصوت الشعب الذي أصبح له دور أساسى ومهم..
كما أن التوجه نحو إفريقيا ليس قرارا إداريا أو سياسيا ولكنه قرار يعكس إرادة شعبية، موضحًا أن المواطن المصري العادي في الشارع يدرك أن أولويات ومصالح مصر الآن في إفريقيا، وأن عَلاقات مصر بإفريقيا ودول حوض النيل يجب أن تكون في أفضل حال؛ وهذا هو إرادة رجل الشارع المصري الآن، والسياسة المصرية عليها أن تترجم هذه الإرادة في خطوات عملية نحو تحسين وتطوير واستعادة الدور الريادي لمصر في القارة الإفريقية من جديد بعد ثورة 52 يناير.
وأشار إدريس الى أن مهمته كسفير لمصر في إثيوبيا تأتي في إطار هذا التوجه الجديد للسياسة الخارجية المصرية والتي تضع القارة الإفريقية علي أولويات العمل السياسي المصري الخارجي..
وبالتأكيد دول حوض النيل هي دول نشترك معها في مصالح حيوية ومتبادلة ومهمة.. والتوجه المصري في الفترة القادمة النظر لهذه المصالح المشتركة وأن نقوم بتنميتها وتطويرها وأن يتم التعامل مع الملفات المشتركة من منظور المصلحة والمكسب للجميع وأن ننظر للأمور ليس من وجهة نظر أحادية ولكن وجهة نظر متعددة تري مصالح الجميع ومختلف الأطراف وتراعي ظروفهم وتراعي تحقيق المصلحة لكافة الأطراف..
واضاف انه لا ينظر الي دور الكنيسة المصرية والازهر الشريف من منطلق المساعدة أو الضغط في مشكلة مياة النيل مع أثيوبيا وليس من منطلق التأثير علي القرار السياسي او التدخل لحل بعض المسائل العالقة في العلاقات بين البلدين فهذا ليس هو المقترح الصائب للتعامل مع الامور ولكن ما أراه أنه لابد من دفع العلاقات المصرية الاثيوبية في كل مجالاتها سواء الدينية أو الاقتصادية والتجارية والتعليمية والثقافية ألخ وهذا التطوير هو الكفيل بان يحدث تحسن وتطور في العلاقات وبالتالي تيسير حل المشكلات العالقة بين البلدين.ودور الازهر والكنيسة في مشكلة مياة النيل من منطلق عدم تعميق مساحة العلاقات بين الشعبين وليس من منطلق القيام بدور سياسي لحل أية مسائل عالقة في العلاقات بين البلدين ومنها مشكلة حوض النيل.
واشار الى ان العلاقات المصرية الاثيوبية ليست حديثة بل قديمة تاريخية ومر منحناها بمراحل كثيرة صعوداً وهبوطا و عقب ثورة 25 يناير هناك مرحلة جديدة في هذه العلاقات حيث شهدت بعد الثورة زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الي أثيوبيا وكان لها أثر طيب جدا علي العلاقات وتحسين الاجواء بين البلدين وعقب هذه الزيارة قام رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف بزيارة أثيوبيا في شهر مايو الماضي وحدثت خلالها تفهمات مهمة تتعلق بمسار العلاقات خلال الفترة القادمة حيث تم الاتفاق علي تشكيل لجنة ثلاثية من السودان ومصر وأثيوبيا وبعض الاطراف الاستشارية الدولية للنظر في الملف المتعلق بسد النهضة الاثيوبي والجوانب الفنية المتصلة به وإنعكاساته وتأثيراته علي الدول الثلاث وتم الاتفاق علي التعامل مع هذا الملف من مصلحة جميع الاطراف وليس من مصلحة طرف واحد.
واضاف سفير مصر في أثيوبيا ان هذه اللجنة جار تشكيلها خلال الفترة الحالية وجار إعداد مراجع عملها وستبدأ عملها في الفترة القريبة القادمة .. كما تم الاتفاق خلال زيارة الدكتور عصام شرف علي تطوير العلاقات المصرية الاثيوبية في مختلف المجالات و تستعد القاهرة لإستقبال رئيس الوزراء الاثيوبي ميلس زيناوي لمصر خلال منتصف الشهر الحالي رداً علي زيارة رئيس د. شرف لأثيوبيا وسوف تشهد بحثا معمقا في الجوانب المختلفة للعلاقات بين البلدين وكيفية تطويرها في مختلف المجالات.
واكد ان اللجنة تعمل علي قاعدة التوصل الي توافق في الاراء وهي ليست لجنة فض منازعات وهذه اللجنة تضم خبراء فنيين في موضوعات المياة وستنظر في مستندات ووثائق يتم بحثها وتضم الدول الثلاث بالاضافة إلي أطراف خارجية من الاستشاريين الدوليين ذوي الخبرة والمكانة والمصداقية ونحن نأمل أن تكون اللجنة بتشكيلها الفني والموضوعي وبمراجع عملها التي يجري إعدادها الان والتي تهدف الي التوصل الي توافق في الرؤي نأمل أن تكون قادرة علي الوصول الي تقييم موضوعي رصين وفني الي إنعكاسات سد النهضة الاثيوبي علي مصر والسودان وأثيوبيا كما انه سيكون هناك تشاور مع كيفية التعامل مع أي أثار سلبية ناتجة مع هذا السد.
وفي سؤال حول مدى صحة استمرار اثيوبيا في بناء السد وأنهم قاموا بإنشاء اللجنة لإرضاء الجانب المصر قال السفير محمد إدريس " هذه المشروعات ضخمة ولا يتم بناؤها في يوم وليلة وهناك مراحل كثيرة في العمل سواء تمهيدية أوإنشائية، وبالتالي ما تم من عمل خلالها محدود والاطار الزمني التقديري للإنتهاء من بناء السد في 5 سنوات.. والمستهدف من عمل اللجنة التي تم تشكيلها أن يبدأ وينتهي في مرحلة قريبة لن تستغرق مدة بناء السد بما يسمح أنه إذا كانت هناك أي أثار سلبية يمكن تداركها والتعامل معها بالشكل الفني الملائم.. والجانب الاثيوبي أعلن في اللقاءات التي تمت بين البلدين خاصة في لقاءات الدبلوماسية الشعبية أن السد لن يؤثر علي مصر بأي شكل من الاشكال وأنه إذا كان هناك تأثير سلبي فالجانب الاثيوبي علي إستعداد لإتخاذ الاجراءات التي تكفل منع هذا التأثير ونحن نأخذ هذه التصريحات علي محملها وتصريحات تتحرك من منطلق حقيقي يرغب في التعاون ولا يرغب في الاضرار"
وقال ادريس أنه لا مفر من تعاون دول حوض النيل ككل وهذه الدول متشاركة في هذا النهر العظيم ولكل منها مصلحة فيه وما يفقد منه أضعاف أضعاف ما يتم الاستفادة منه لجميع دول حوض النيل.. فالامطار التي تسقط علي النهر تتجاوز ألف و600 مليار متر مكعب من المياة سنويا وما يستفاد به من هذه المياة حوالي 90 مليار متر مكعب سنويا فالمستخدم لا يتجاوز حوالي من 6 الي 7 ٪ وعلي أقصي تقدير 8 ٪ من إيراد النهر ككل وهناك فاقد كبير جداً ورهيب من مياة النيل.. وبالتالي ما يجب أن يكون هو هدف دول حوض النيل والرابط بينهم خلال المرحلة القادمة.. أن تعمل علي إقامة مشروعات إستقطاب الفواقد من مياة النيل وهي مشروعات فنية وليست صغيرة وتحتاج الي تمويل وتعاون فني وإتفاق سياسي بين دول حوض النيل وبالتالي إذا وجدت علاقات سياسية إيجابية ومتنامية وقوية بين دول الحوض سيساعد ذلك في الاتفاق في ملف مياة النيل الذي يحتوي علي العديد من التعقيدات الكثيرة منها سياسية وتاريخية وفنية وقانونية.
واكد ان العلاقات المصرية الاثيوبية بها جوانب متعددة وأحد هذه الجوانب المهمة الجانب الثقافي والانساني والروحي.. فالشعب المصري والاثيوبي من أعرق شعوب المنطقة ولهما جذور في الحضارة الانسانية وإسهام كبير للتراث الانساني والبشرية وهذا التراث يتمثل في دورهما الروحي.. فأثيوبيا إحتضنت الاسلام والمهاجرين الاوائل في صدر الاسلام.. ومصر إحتضنت العائلة المقدسة في رحلتها المباركة وبالتالي هناك مساحة للتواصل بين الشعبين والجانب الديني يمثل ركناً أساسيا في حياة الشعبين المصري والاثيوبي وبالتالي فإن مساحة التواصل في هذا المجال مهمة وهذا ليس من منطلق تسيس الدين أو إعطائه دورا سياسيا ولكن من منطلق تعميق العلاقة بين الشعبين والاهتمام بمساحة تعتبر مساحة إلتقاء مهم بينهما
0 التعليقات:
إرسال تعليق