يعد مرض السمنة مرض العصر,و يعانى منه كثيرون من الناس و المشكلة تكمن فى الامراض المصاحبة للسمنة وليس فقط فى السمنة.
فقد أثبتت الاحصائيات أن مرضى السمنة معرضون لكثير من الامراض أكثر من غيرهم من ذووي الاوزان الطبيعية و ترصد كثير من الدول المتقدمة ميزانيات ضخمة للقضاء على مرض السمنة وعلى منع تطور هذا المرض الى الامراض الاخرى الاكثر خطورة والتى قد تؤدي ألى هلاك الكثيرين و تعتبرالسمنة نوعا من انواع الاعاقة ليس فقط على المستوي الشخصى ولكن أيضا على المستوي الدولى ومن أهم الطرق العلمية للقضاء على هذا المرض هى التوعية الكافية فى وسائل الاعلام المختلفة أيمانا من العلماء والاطباء بأن الوقاية خيرمن العلاج.
وللاسف الشديد قد يتصور البعض أن زيادة الوزن مشكلة جمالية فقط ولا يتخيلون مدي خطورة تطورمرض السمنة الى الامراض الاخرى وكم مرة سمعنا مقولة أنسان سمين أنة يتمتع بلياقة عالية وأن هذه الزيادة فى الوزن لاتشكل أى أعاقة أو خطورة على صحته وللاسف هؤلاء البدناء بعيدون تماما عن تخيل المخاطر الصحية التى قد تصيبهم بسبب زيادة الوزن وهذا خطأ فادح فقد يصاحب زيادة الوزن بعض الامراض الهامة مثل أمراض القلب والشرايين بما فى ذلك أرتفاع ضغط الدم وداء السكر ومشاكل بالمفاصل و أحيانا الاصابة ببعض الاورام السرطانية.
والجدير بالذكر أن هناك بعض المؤشرات الدالة على المخاطر الصحية التى قد تحدث للشخص السمين و أنه من خلال بعض القياسات البسيطة التى يستطيع أى فرد أجراؤها دون الحاجة الى أستشارة طبيب مختص ليعرف أذا كان عرضة الى الامراض المصاحبة للسمنة أم لا فلنتعرف معا على بعض المؤشرات الدالة على المخاطر الصحية التى قد تصاحب السمنة ولتعرف أذا كانت زيادة وزنك تشكل خطرا على صحتك أم لا
· مقياس معدل كتلة الجسم:
أول هذه الحسابات هو مقياس معدل كتلة الجسم و بعملبة حسابية بسيطة نستطيع أن نحدد هذا المعدل ويحسب هذا المعدل عن طريق قسمة الوزن بالكيلوجرامات على الطول مربع بالمتر وطبقا لمعدل كتلة الجسم ينقسم الافراد الى :
الافراد ذوى الوزن الطبيعى ويقع معدل كتلة الجسم لديهم بين 18.5-24.5
الافراد ذوى الوزن الزائد ويقع معدل كتلة الجسم لديهم بين 25- 29,5
الافراد ذوى السمنة البسيطة ويقع معدل كتلة الجسم لديهم بين 30- 34.5
الافراد ذوى السمنة المتوسطة ويقع معدل كتلة الجسم لديهم بين 35-39.5
الافراد ذوى السمنة المفرطة ويقع معدل كتلة الجسم لديهم أكثر من 40
ويتناسب معدل كتلة الجسم تناسب طردى مع كثير من الامراض المصاحبة للسمنة خاصة مرض السكر وأمراض القلب والشرايين و الضغط المرتفع وتكوين الحصاوي فى المرارة وكلما زاد هذا المعدل زادت خطورة الاصابة بهذه الامراض وخاصة فى مرضى السمنة المفرطة عندما يكون المعدل أكثر من 40
ولكن يجب على الفرد أن يحرص على معرفة أن هذا المؤشر قد يكون عالى القياس فى الافراد الرياضين لان كتلة العضلات تزن وبالطبع هذا يؤدى الى زيادة مقياس معدل كتلة الجسم ولذلك فى هذه الحالة يجب أن يحرص الشخص على معرفة كتلة الدهون فى الجسم وذلك عن طريق مؤشرات أخرى كقياس محيط الخصر أو قياس نسبة الدهون بأجهزة خاصة
· قياس محيط الخصر:
وهذا هو المؤشر الثانى الذى يدل على مدى تأثير البدانة على صحة الشخص وهو يعبر عن كم تراكم الدهون حول الاعضاء الداخلية للجسم وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة مباشرة بين زيادة محيط الخصر وأحتمالات الاصابة بالامراض المصاحبة لزيادة الوزن. وأذا تعدى محيط الخصر 102 سنتيمتر فى الرجال أو 88 سنتيمتر فى النساء ترتفع أحتمالات الاصابة بامراض القلب وأرتفاع ضغط الدم وداء السكر.
ويعد قياس الخصر قياسا سهلا بالنسبة لجميع الاشخاص ومؤشرا قويا لاحتمالات حدوث المرض فى كثير من الاشخاص خاصة هؤلاء الذين تقع كتلة الجسم لديهم من 25-40 أما الاشخاص ذوى المعدلات العالية لمقياس كتلة الجسم فينصح بقياس كم الدهون عن طريق أجهزة خاصة متوفرة فى مراكز طبية متخصصة.
والجدير بالذكر أن توزيع الدهون فى منطقة الخصر والارداف فى السيدات يختلف من سيدة لأخرى فأذا كانت منطقة البطن ممتلئة بالنسبة لمنطقة الارداف فهذا يسمى توزبع الدهون كثمرة التفاح و يعتبر توزيع سيئ فهو يعنى أن الدهون تتراكم حول الاعضاء الداخلية وقد يسبب الكثير من الامراض المصاحبة للسمنة أما أذا كانت الدهون متراكمة حول الارداف فهذا توزيع أنثوي كثمرة الكمثرى ولا يسبب مشاكل من الناحية الصحية
· نسبة الدهون الثلاثية و الكوليسترول فى الدم:
وتعد نسبة الدهون فى الدم من القياسات الهامة الاخرى و تستدعى من الشخص أن يصوم أثنى عشرة ساعة قبل أجرائها فى المعامل المتخصصة:
1. الكولستيرول ذو الكثافة العالية و يعرف بالكولستيرول الواقى الذى كلما زادت نسبته كلما قلت أحتمالات الاصابة بأمراض القلب والشرايين وعلى العكس فأن النقص في نسبة الكولستيرول المرتفع الكثافة يعتبر مؤشرا دالا على أحتمالات الاصابة بأمراض القلب والشرايين.
2. الكولستيرول ذو الكثافة المنخفضة ويسمى الكوليسترول الضار و أرتفاع نسبته يعتبر نذيرا بأحتمالات الاصابة بالامراض السابق ذكرها.
يعتبر ترسب الدهون فى الشرايين من أهم العوامل المؤدية الى القصور فى الشرايين التاجية ولذلك يبدو واضحا أنه علينا قياس نسب الانواع المختلفة من الدهون فى حالة السمنة لاهمية هذه التحاليل فى توقع الاصابة بمشاكل الشرايين التاجية.
· العامل الوراثى:
تؤثر العوامل الوراثية فى أحتمال الاصابة بالامراض المصاحبة للسمنة وقد يتساوي شخصان فى كم السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة فى غذائهم ولكن يصاب أحدهم بالسمنة دون الاخر و يرجع ذلك الى القابلية للسمنة الموروثة عبر الجينات وقد تم حديثا أكتشاف جين وراثى للسمنة بسمى (ف ت أو) يرث كل أنسان شكل معين من هذا الجين و قد أثبتت الابحاث الحديثة وجود علاقة وثيقة بين أحد أشكال (ف ت أو) الموجودة عند بعض الافراد و أرتفاع معدل كتلة الجسم بالتالى كما يمكن توقع أحتمال الاصابة بالسمنة عبر التحاليل الوراثية ولكن تلك التحاليل لانزال أكثر تعقيدا بكثير من حساب معدل كتلة الجسم لدى الوالدين من أجل توقع أحتمالات أصابة الابناء بالبدانة.
ولكن العامل الوراثى لا يؤثر بأكثر من 30% فى الاصابة بالامراض المصاحبة للسمنة وتكون النسبة الباقية بسبب أتباع أساليب غير صحية فى الحياة ومن أهمها التغذية الغير سليمة وعدم ممارسة أى نشاط جسمانى.
وقد سجلت الدراسات الاحصائية أن زيادة الوزن لدى ابناء البدناء يصاحبها فى أغلب الاحيان أسلوب غذائى غنى بالسعرات الحرارية لجميع أفراد الاسرة مع عدم ممارسة أى نشاط رياضى ولكن الوضع يختلف عند أبناء الاشخاص ذوي الوزن الطبيعى فغالبا ما يكون الاسلوب الغذائى للعائلة كلها أسلم والنشاط الجسمانى أعلى وأذا أدرك ألاباءالبدناء أهمية أقلال السعرات الحرارية المقدمة لأبنائهم وشجعوا أبنائهم على ممارسة الرياضة و ابعدوهم عن أسلوب الحياة الخامل وبهذا يمكنهم وقاية أبنائهم من السمنة ومشاكلها العديدة
· عامل الفوضى الغذائية:
يؤثر عامل الفوضى الغذائية مثل تناول الوجبات السريعة ذات الدهون المشبعة والسعرات الحرارية العالية وعدم الالتزام بمواعيد الوجبات تأثيرا ضارا لانه يقلل من أستجابة خلايا الجسم لهرمون الانسولين والذى يؤدى الى حدوث الامراض المصاحبة للسمنة ومن أهمها مرض السكر وأمراض القلب و الشرايين
· عامل الحياة الخاملة:
وقد أثبتت الاحصائيات العلمية أن عدم ممارسة النشاط الرياضى يتناسب تناسبا طرديا مع أمراض السمنة وقد أكد الباحثون ان عدم النشاط الحركى يؤدى الى ترسب الدهون الضارة فى الاوعية الدموية و يؤدى الى حدوث الامراض المصاحبة للسمنة كما أن حياة الخمول ينتج عنها نقصان فى الكولستيرول ذو الكثافة العالية (الواقى ) ولذا ترتفع أمكانية الاصابة بالامراض كما ذكر من قبل
وأذا كنا قد تعرفنا سويا على مؤشرات الاصابة بالامراض المصاحبة للسمنة فكيف اذا نقى أنفسنا من حدوث هذه الامراض؟
الحل المثالى:
وهناك مثلث معروف وناجح يجب أتباعه لتعديل سلوك الشخص السمين ويتكون من النشاط الرياضى والنظام الغذائى الصحى والاحساس بالراحة النفسيه أتجاه هذا التغيير الصحى فمن المعروف أن مزاولة النشاط الرياضى يساعد على نقصان الوزن والتخلص من الدهون المتراكمة وذلك لان عند أتباع أية حمية غذائية ذات سعرات حرارية أقل من أحتياجات الشخص يفقد الشخص الوزن بنسبة 75% من الدهون و25% من الكم العضلى وفقدان الكم العضلى يؤثر تأثيرا سلبيا على حرق الدهون وللتخلص من هذا العامل يجب أن يزاول الانسان النشاط الرياضى حتى لا يفقد الكتلة العضلية أثناء أتباع الحمية الغذائية ذات السعرات الحرارية القليلة كما أنه عند مزاولة النشاط الرياضى تنطلق فى الدم مواد معروفة علميا باسم الاندورفين وهذه الكيماويات تساعد الانسان على الشعور بالراحة النفسية و تدفعه للانتقاء السليم لنوعية الطعام.
المراجِع
- Krause's Food & Nutrition Therapy (ed L kathleen Mahan & Sylvia Escott-Stump) 2008
- كنول للمعرفة
- Total Nutrition ( ed Victor Herbert, Genell J Subak-Sharpe) 1994
0 التعليقات:
إرسال تعليق