شاركنا هنا

‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات. إظهار كافة الرسائل

السلطان عبد الحميد الثاني وقضية فلسطين





لم يثُر الجدلُ حول شخصية عالمية بمثل ما ثار حول شخصية السلطان عبد الحميد الثاني، فقد اتصف الرجل بصفات قيادية فذّة أهّلته لأن يجعل من قضية الإسلام همّه الأول ومن إنقاذ الدولة العثمانية في عهدها الأخير من براثن الأعداء في الخارج ومن المتغربين في الداخل شغله الشاغل، وكان هذا سر الحملة الظاهرة التي شنّها الأعداء لتشويه صورته وتدمير قيادته التي كانت بمثابة خلافة المسلمين.
لقد برهن السلطان عيد الحميد الثاني أنّه قادر على إدارة دفة الدولة في مرحلة من أخطر المراحل التي مرّت بها الدولة العثمانية، وقد أظهر هذا الرجل حنكة جعلته الرجل الذي أخّر سقوط الدولة العثمانية ربع قرن في وقت كان سقوطها أُمنية عالمية بدءًا باليهود والأقليات الحاقدة والدول الاستعمارية وانتهاء بالمنظمات والشخصيات التي تغلغلت في جسد الدولة العثمانية وأصابت منها مقتلاً.
بويع عبد الحميد الثاني بالخلافة في (9 من شعبان 1293هـ/ 31 من أغسطس 1876م)، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، وتولَّى العرش مع اقتراب حرب عثمانية روسية جديدة، وظروف دولية معقَّدة، واضطرابات في بعض أجزاء الدولة، خاصَّةً في البلقان.
وكانت الأطماع الأوروبية على أشدّها بالإضافة إلى الأطماع اليهودية في فلسطين وكان عليه مواجهة هذه الأطماع، ويلاحظ بوضوح المؤمرات اليهودية الأوربية التي تتستر باسم الصليب والتي تهدف إلى القضاء على الخلافة العثمانية وتمزيقها والسيطرة عليها عسكريًا واقتصاديًا والعمل على إقامة دولة يهودية على أراضي فلسطين.

لقد تمتع اليهود في فلسطين التي كانت خاضعة للحكم العثماني، وفي أماكن أخرى بقسط وافر من الحرية الدينية،لم تكن من نصيبهم في أي بلد أوربي، ففي خلال الحكم العثماني لم تتخذ أي إجراءات رسمية تستحق الذكر تناهض اليهود أو تميز بينهم وبين السكان، بعكس ما ذاقوه من ألوان العذاب في معظم الدول الأوربية.

استغل اليهود عطف الدولة العثمانية عليهم فانتهزوا الأوضاع التي كانت تمر بها الدولة العثمانية للضغط على السلطان عبد الحميد لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، حيث كانت ديون الدولة حوالي 252 مليون قطعة ذهبية، وهو مبلغ كبير بمقياس ذلك العصر، وبرغم ذلك كان السلطان حريصًا طوال عهده على عدم الاستدانة من الخارج إلا في أضيق الحدود.
وقف السلطان عبد الحميد الثاني ضد هذه الهجرات اليهودية بالمرصاد، وحاول منعها بكل ما أوتي من قوة، وكان قرارًا جريئًا منه في فترة كانت الدولة العثمانية يطلق عليها رجل أوروبا المريض، ورغم ذلك رفض كل الضغوط الدولية، والإغراءات اليهودية للسماح لهم بالهجرة إلى فلسطين.
ولنستعرض الموضوع بشيء من التفصيل:
قام اليهود ببعض الهجرات إلى أرض فلسطين في عام 1881 و1882م - 1896م، واستطاعوا تنظيم بعض المستعمرات. حينئذًا شَعَر السلطان عبد الحميد الثاني بهذا الخطر؛ فأبلغ المبعوث اليهودي أوليفانت أن باستطاعة اليهود العيش بسلام في أية بقعة من أراضي الدولة العثمانية إلا فلسطين.
وأرسل السلطان مذكرة إلى متصرف القدس رءوف باشا يطلب منه أن يمنع اليهود الذين يحملون الجنسيات الروسية والرومانية والبلغارية من الدخول إلى القدس، كما أبلغ قناصل الدول الأوروبية في استانبول بقرار الحكومة العثمانية بمنع اليهود الروس خاصةً من استيطان فلسطين.
أرسل تيودور هرتزل رسالة إلى السلطان عبد الحميد الثاني يعرض عليه قرضًا من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، في مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومَنْح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًّا. وفيما يلي نص الرسالة:
"ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني، يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنيه إسترليني في السنة الأولى، وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنويًّا. ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين، أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية،مقابل ذلك يهبُ جلالته الامتيازات التالية:
الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتي لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة، وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي؛ وفي الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم (دولة شبه مستقلة في فلسطين).
ويجب أن يقرَّر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصّل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية، وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم. قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي:
يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم. سيكون لهذه الدعوة قوة القانون، وتبلَّغ الدول بها مسبقًا".
وقد رفض السلطان عبد الحميد الثاني هذا العرض رغم احتياج الدولة العثمانية إلى الأموال، وردَّ على هرتزل قائلاً: "انصحوا الدكتور هرتزل بألاّ يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع؛ إني لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست مِلْك يميني، بل مِلْك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملاينيهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حيٌّ فإنّ عمل المِبْضَع في بدني لأهون علىّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون؛ إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة".
كان هذا الموقف المشرّف من السلطان عبد الحميد لا يختلف عليه أحد، ولكن في كل زمان لا بد أن يكون هناك عملاء ومعارضون، وهذا ما حدث مع السلطان عبد الحميد الثاني، فقد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال بسبب سياسته تجاه القضية الفلسطينية؛ ومن هذه المحاولات محاولة (علي سعاوي) الذي كان مؤيدًا للإنجليز، فقد حاول خلع السلطان عبد الحميد الثاني وتنصيب السلطان المخلوع مراد الخامس، ولكنه فشل في مؤامرته.
وأيضًا قامت جمعية (كلانتي) الماسونية بمؤامرة لخلع السلطان في يوليو 1878م بعد شهرين تقريبًا من مؤامرة سعاوي، فقام السلطان بعزل الصدر الأعظم أدهم باشا المعروف بولائه للماسونية. وأيضًا حاول الثوار الأرمن اغتيال السلطان في 21يوليو 1905م، ولكنهم فشلوا في ذلك.
ورغم كل تلك الجهود الصهيونية والضغوط الدولية فلم يزد مجموع من هاجر خلال سنوات الموجة الأولى الكبرى لهجرة اليهود (1882م - 1903م) على عدد يتراوح بين 20 - 30 ألف مهاجر لا أكثر؛ وذلك بعد جهود مضنية وضغوط وإغراءات عرضنا بعضها، وعندما انقطع أمل اليهود في الالتفاف حول هذه الصخرة عزموا على تحطيمها.
وبالفعل رَكِبَ اليهود جمعية الاتحاد والترقي العلمانية ذات العلاقات الماسونية واليهودية، واستطاعت هذه الجمعية في النهاية خلع السطان عبد الحميد، والإمساك بزمام الأمور في الدولة، خاصةً بعد إلغاء الخلافة على يد أتاتورك عام 1924م.
ورغم ذلك استطاع السلطان عبد الحميد الحافظ على الدولة العثمانية فترةً كبيرة من السقوط، كما أنه حافظ على الأراضي الفلسطينية بكل جَهْده من أن تقع في أيدي اليهود، وكان من جرَّاء سياسته هذه أن خَسِر عرشه من أجل فلسطين.
ولعل ما فعله رئيس وزراء تركيا في مؤتمر دافوس يذكّرنا بالموقف المشرف الذي قام به السلطان عبد الحميد الثاني، فقد وقف أردوجان في وجه اليهود في الوقت الذي وقف العالم كله يشاهد المذابح اليهودية لأهالي غزة دون أن يحرك ساكن، فما فعله أردوجان فعله أجداده من قبل ولعل التاريخ يعيد نفسه ويكون أردوجان وجهًا أخر للسلطان عبد الحميد الثاني.
إقرأ المزيد Résuméelnoba

أشهر شخصيات طلاب الجامعة


 

بعد الخروج من المدرسة والالتحاق بالجامعة تشعر أنك داخل عالم كبير لا يمكن أن تفهمه، خاصة أن البعض ينتقل إلى بلد أو مدينة أخرى ليدرس بالجامعة ويضطر للإقامة في بيوت الطلبة، وهناك تقابل شخصيات غريبة وتصرفات عجيبة.


ولكي نسهل عليك الأمر، نقدم لك 14 شخصية يمكن أن تلتقيها في أيامك بالجامعة حتى تستطيع أن تفهم هذه الشخصيات وتتصرف معها عند اللزوم.


1) شخصية محط الأنظار
هو شخص يحب أن يلفت إليه الأنظار عن طريق عدم الاهتمام بمظهره كرجل، ويؤكد أن عدم استحمامه وإطلاق شعره بهذا المنظر محافظة منه على الأرض ومواردها الطبيعية، ودائماً يتحدث عن الحفاظ على الطبيعة وبالطبع هو نباتي، لكن تأكد أن هذا الشخص طيب جداً ويمكن أن يكون صديقاً رائعاً خاصة في النزهات، ولا تهتم بكلامه عن البيئة طوال الوقت.


2) شخصية الثراء الفاحش
قد يكون أفضل رفيق في الغرفة يمكن أن تقيم معه، فالغرفة ستكون مليئة بأحدث الأجهزة المسلية، شاشة عرض كبيرة وآيباد وآيبود وألعاب كثيرة، بجانب سيارة فخمة، وهو على استعداد تام للإنفاق طوال الوقت لأنه يجد أن هذه هي الطريقة الوحيدة لاكتساب الصداقات، ولهذا تجد أن أغلب الناس يهربون من صداقته، وإذا كان عندك استعداد دائم أن يتم الإنفاق عليك - وهو أمر مخجل بالطبع - فتحمل صداقته لكنك في الغالب ستكره نفسك وحياتك وتكرهه لإنفاقه بشكل مبذر على كل شيء.

3) شخصية ابن ماما
شخصية منتشرة جداً وتقابلها باستمرار في الجامعة، عيناه متسعتان دائماً ويخجل في الحفلات ويسبب الإحراج لمن معه، يمكنك أن تحاول تغييره لكن الأمر سيفشل عندما يعود للمنزل لحضن والدته ويأكل من طعامها ويحكي لها كل ما يمر به في الجامعة، لا تحاول أن تصير صديقاً له لأنه عادة مرتبط بأصدقاء طفولته فقط ويقضي الوقت دائماً في التحدث إليهم عبر الإنترنت ولا يخرج إلا معهم.


4) شخصية مدمن الحفلات
شخصية تظهر كثيراً في أول سنة جامعة، وكأنه نوع من الانفجار والانطلاق، لا يهتم بأي شيء سوى الخروج وحضور الحفلات في أي مكان، لا يهتم بالفتيات ولا بناء صداقات ولا المحاضرات، فهو يعيش لهدف واحد الاحتفال طوال الوقت، ستحاول أن تجاريه في البداية لكنك ستتعب سريعاً ولن تستطيع مجاراته.


5) شخصية لم تتكلم مع أية فتاة من قبل
هذا الشخص لا يعرف كيف يتعامل مع النساء لأنه لم يجرب التعامل معهن من قبل، لهذا تصير الجامعة كارثة له ويزداد خجله من الفتيات، ستجده ملتصقاً بك يحاول أن يتعلم منك كيف يتحدث مع أية فتاة، ويسألك طوال الوقت عن تفاصيل حياتك في محاولة للتعلم، ويقف بجوارك لا يتحدث مع أي شخص.


6) شخصية العاقل الكبير
شخصية فقيرة الأحاسيس يأخذ كل شيء بجدية، لديه إحساس بأنه صار شخصاً ناضجاً وكبيراً، ولا بد أن يتصرف بتعقل واتزان طوال الوقت، لا يعرف المرح ولا يعيش أجمل أيام حياته في الجامعة كما ينبغي، يمكنه أن يفسد أي لقاء أو تجمع بأسلوبه العقلاني وتحدثه المسرف عن أهمية النضج البشري، نصيحة: ابتعد عنه لأنك مهما حاولت إصلاحه لن تنجح ويمكن أن يكشف أفعالك للآخرين معتقداً أن ذلك سيجعلك تتوقف عن أفعالك.

7) شخصية الرئيس الاجتماعي
شخص محب لذاته جداً يعتبر نفسه الأذكى والأكثر جاذبية، ماهر جداً في إقامة الصداقات والتخطيط للرحلات والحفلات، والشخص الذي يعلم كل الأخبار ويطلعك عليها، لكن للأسف صداقته لا تستمر طويلاً فهو يحب تغير الصداقات حتى لا يكتشف أي شخص عيوبه، لهذا لا تجعله صديقك الوحيد واجعل لديك علاقات كثيرة بحيث عندما يختفي من حياتك تجد أصدقاء آخرين معك.


8) شخصية القادم من بلد آخر
القادم من بلد آخر للدراسة يكون عادة غريب الأطوار ويشعر داخل الجامعة كأنه في حديقة الحيوانات المليئة بكائنات خطرة تحيط به وتريد إيذائه، اقترب منه وكن لطيفاً معه، حاول التعرف عليه وتعريفه بكل شيء وعلى أصدقائك أيضاً، حاول التحدث معه بلطف لأنه غالباً ما يكون خجولاً ومتوتراً بعض الشيء، رحب به دائماً عند رؤيته وهو سيعتز جداً بصداقتك، واعلم أنه مختلف عنك وله طباع مختلفة قد تجعل منه شخصية ظريفة، لكن حاول أن تجد فيه شيئاً تتعلم منه لأنه سيكون صديق وفي يمكن الاعتماد عليه .


9) شخصية المخضرم الخبير
الشخص الأكبر الذي - للأسف - يعيد السنة، لديه خبرة كبيرة وعادة يضحك على المبتدئين ويحكي عن مغامراته وكيف تصرف في نفس المواقف التي تواجهه، لا تغضب منه بل استمع إلى نصائحه لأنها عادة مفيدة، وصداقته ستكون نافعة لك خاصة أنه لا يجد الكثير من الصداقات بعدما سبقه زملاؤه.


10) شخصية الغامض الغريب
الشخص الغامض والغريب في تصرفاته المختفي دائماً لا تقابله كثيراً رغم تواجدكما في مكان واحد، ولا تعرف متى وأين ينام، يلتحق بكل الدروس ويختفي بعدها، قد ترى أنه شخص رائع لكنه يمكن أن يكون غريب الأطوار، لن تستطيع إقامة أية صداقة معه أو أن تقنعه بصداقتك، لذلك اكتفِ بمقابلته سريعاً في الممرات.

11) شخصية المذاكر دائماً 
شخص لا يعرف المرح وليس لديه وقت للترفيه، طوال الوقت يذاكر ويجتهد من أجل الدراسة فقط، هو شخص ظريف لكن ليس لديه أي وقت يضيعه بعيداً عن المذاكرة، هو صديق جيد لكن لا تحاول إقناعه بالخروج أو عمل شيء غير المذاكرة، فهو قد وضع هدفاً لنفسه لن يخرج عنه.


12) شخصية الطيب جداً
يريد أن يكون لديه صداقات ويحاول لكنه يفشل لأنه فقير اجتماعياً لا يعرف كيفية الحديث الجيد أو الدخول في مناقشات أو المزاح الشبابي، قد تعتقد أنه صديق طيب لكنه للأسف لا يستطيع عقد صداقة، لأنه لا يهتم بالصداقة كاهتمامه بجمع المعلومات والمذاكرة، يمكن أن يحدثك عن أحدث النظريات في الفيزياء ويشرحها لك لمدة ساعتين متواصلة رغم إنك كنت تريد أن تقضي الوقت في مشاهدة فيلمك المفضل.


13) شخصية غير الواثق من جذوره
البعض يذهب إلى الجامعة كأنه ولد من جديد، ينسى أهله وأصدقاءه القدامى وعائلته، ولا يتحدث عن ماضيه أو ذكرياته، بل لا يعتبر أن له حياة قبل الجامعة تستحق أن تذكر، قد تعتقد أنه شخص رائع ومريح لكن صداقته لن تدوم لأنه بالتأكيد سيتركك في يوم بعد أن تنتهي الجامعة ولن يتذكرك، كما أنه لا يؤتمن على الأسرار ولا يمكن الوثوق به.


14) شخصية ملك اللطافة
شخص لطيف مبتسم دائماً متعاون وكثير الضحك مسلي جداً، يشعر بالسعادة دائماً ولديه إحساس دائم بالفرحة لأنه أصبح شخصاً ناضجاً وناجحاً، يبحث دائماً عن رضا الآخرين، ويحاول أن يكون الصديق المثالي للجميع، لا تحاول الحكم عليه أو تصيد الأخطاء له لأنه بالفعل صديق جيد جداً بل إنك لن تجد أفضل منه.

إقرأ المزيد Résuméelnoba

من أنت أيها العقيد ؟




 القذافى بملابسه العسكرية

هو معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي، من قبيلة القذاذفة. ولد في 7 يونيو 1942 في قرية اسمها (جهنم) بالقرب من (شعيب الكراعية) في وادي جارف بمنطقة سرت, وقتل في يوم 20/10/2011 في مدينة سرت. 




أرسله والده إلى بلدة سرت حيث أخذ الابتدائية عام 1956 م، ثم انتقل إلى مدينة سبها في الجنوب، عاش في كنف أمه وتزوج من فتحية خالد وله منها ابنه البكر محمد القذافي، ثم طلقها في وقت مبكر وتحديداً بعد استلامه السلطة وتزوج من صفية فركاش، التي له منها سبعة أبناء. وأكبر أولاده محمد القذافي من زوجته الأولى ويليه سيف الإسلام القذافي من الثانية ويليه الساعدي، المعتصم بالله، سيف العرب، هانيبال، خميس ابنته الوحيدة هي عائشة القذافي.

بدأ حكمه بانقلاب عسكري على الملكية الدستورية أسماه ثورة الفاتح من سبتمبر عندما كان ملازم في الجيش الليبي وذلك في  سبتمبر 1969 وأطاح من خلاله بحكم الملك إدريس الأول. كان يطلق على نفسه لقب قائد الثورة كما عرف بلقب "العقيد القذافي" وأطلق على نظام حكمه عام 1977 اسم الجماهيرية. كما أنه نفسه كان يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ سنة 1969، وشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة في الفترة (1969 -1977). والقذافي واحد من القادة العرب الذين أتوا للحكم في النصف الثاني من القرن العشرين في عصر القومية العربية وجلاء الدول الاستعمارية عن الوطن العربي. فاتخذ في بادئ الأمر الخط القومي العربي، وحاول إعلان الوحدة مع تونس كما حدث بين مصر وسوريا، إلا أن محاولاته جميعها بائت بالفشل الذريع. فتحول من مشروعه القومي العربي إلى مشروع أفريقي، وسمى نفسه "ملك ملوك أفريقيا".

وقد وصفته برقية صادرة من سفير الولايات المتحدة في طرابلس جين كريتز في عام 2009 بأنه "شخصية زئبقية وغريب الأطوار، يعاني من عدة أنواع من الرُهاب، يحب رقص الفلامنكو الإسباني وسباق الخيل، يعمل ما بدا له ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء". وتضيف البرقية أن القذافي يصاب بنوبة من الخوف اللاإرادي من المرتفعات لذلك فهو يخشى الطوابق العليا من البنايات، كما أنه يفضل عدم الطيران فوق الماء


أفكاره وطروحاته

عُرف عن القذافي تطرفه في الكثير من القضايا، ومحاولاته الخروج عن المألوف والسائد، حتى في قضايا مُتفق عليها، ومن بين ذلك مثلاً موقفه من القضية الفلسطينية ودعوته لتأسيس دولة سماها "إسراطين" تجمع بين فلسطين وإسرائيل، وقراره التخلي عن
التقويم الهجري، وتبني تقويم جديد وفريد لليبيا يبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتماد تسميات مختلفة عما هو سائد من أسماء للشهور.

الكتاب الاخضر..

يعتبر الكتاب الأخضر من أهم مؤلفات العقيد القذافي والذي أصدره عام 1977 وهو مكون من ثلاثة أجزاء، ويعد الإطار والمنهج السياسي فى ليبيا، وفيه يُجرم الأحزاب ويمنعها، وفيه أيضا يطرح معمر القذافي نظرية سياسية في الحُكم تقوم على سلطة الشعب
عن طريق الديمقراطية المباشرة من خلال المؤتمرات الشعبية الأساسية -كأداة للتشريع- واللجان الشعبية - كأداة للتنفيذ- ويقدم شرحاً وافياً عنها، ويشرح الكتاب الاشتراكية بصورة لم تظهر من قبل تقدم حلولاً نهائية حسب زعمه للمشاكل الاجتماعية تعرف
بـ "النظرية العالمية الثالثة" تتميزعن سابقتيها الرأسمالية والماركسية، ويقول القذافي عنها: إنها خلاصة التجارب الإنسانية ويقدم من خلالها تجربته في العمل السياسي عندما كان يُطالب بأداة سياسية فريدة من نوعها تعرف باللجان الثورية وليس من بين أهدافها
الوصول إلى السلطة .
- وللعقيد القذافى أيضاً آراء في القضايا الدولية وقضايا البيئة، أما عن أفكاره الخاصة لحل مشكلة الشرق الأوسط والتي تتمحور حول الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي فقد ضمن رؤيته فى الكتاب الأبيض الذي يقترح فيه إقامة دولة واحدة مندمجة تضم
الفلسطينيين واليهود تسمى "إسراطين".
وله أيضاً آراء في القضايا الدولية وقضايا البيئة ومقترحات لحلولها يطرحها عبر موقع "القذافي يتحدث" ..

ثروته

نشر موقع ويكيليكس تقارير قالت أن العقيد معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 م البالغة 22 مليار دولار. وتقول التقارير إن معظم استثمارات القذافي في إيطاليا بسبب العلاقة الوثيقة التي تربطه برئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وهو يمتلك نحو 5% من كبرى الشركات الإيطالية، كما يمتلك أسهما في نادي يوفنتوس وشركة نفط "تام أويل" وشركات تأمين واتصالات وشركات ملابس شهيرة. وتقدر الإحصاءات أن ثروة القذافي يمكن أن تسد حاجة الوطن العربي الغذائية التي تقدر بين 20 و25 مليار دولار مدة ثلاث إلى أربع سنوات.

حارسات القذافى

الحارسات الشخصيات

باتت الحارسات الشخصيات إلى جانب الملابس غير المألوفة والخيمة العربية ثلاثة مظاهر ارتبطت بالزعيم الليبي معمر القذافي، ولفتت الأنظار إليه في زياراته لدول العالم المختلفة.
وجاء اختيار العقيد القذافي للنساء لحمايته متناقضا مع تصوراته المعلنة عن المرأة، وتأكيداته المكررة في كتابه الأخضر أن "مكان النساء هو البيوت لأن تكليفهن بوظائف الرجال يفقدهن أنوثتهن وجمالهن".
وتشير المعلومات القليلة المتوافرة عن حارسات القذافي إلى أن تعدادهن يصل لنحو 400 حارسة، وأنهن يشكلن وحدة ذات وضع مميز داخل القوات الخاصة المكلفة بحمايته.
وتعود أصول هؤلاء الحارسات إلى منطقة الصحراء التي تشير الروايات التاريخية المتداولة بليبيا إلى أنها كانت مقر النساء الأمازيغيات المحاربات في الأساطير اليونانية.
ويختار القذافي حارساته وفق معايير محددة أهمها أن لا يتعدى السن العشرين عاما، والعذرية وعدم الزواج، وتوفر قدر معين من الجمال، والقوام الفارع والبنية القوية الشبيهة ببنية الرجال، والولاء المطلق لـ"الأخ قائد الثورة".
وتحصل كل مرشحة لوظيفة حارسة للقذافي على تأهيل عسكري متقدم يتم التركيز فيه على إتقان استخدام كافة أنواع المسدسات والبنادق والرشاشات وممارسة رياضات الالتحام البدني العنيف كالكاراتيه والجودو.
وترتدي المرشحة بعد انضمامها لحارسات العقيد حلة عسكرية خضراء ضيقة وحذاء بكعب منخفض، وتسلح بمسدس سريع الطلقات وخنجر، ويسمح لها باستخدام مستحضرات التجميل أثناء الخدمة وإخفاء شعرها تحت الطاقية العسكرية.
ولا تقتصر مهام حارسات القذافي على حماية الأخير في حله وترحاله، إذ تتعداها إلى ملازمته على مدار الساعة ومساعدته في ارتداء إزاره الطويل والترفيه عنه وقراءة صفحات من الكتاب الأخضر.
وأطلق القذافي على حارساته كلهن اسم عائشة تيمنا باسم ابنته الوحيدة، ويرافق الزعيم الليبي في زياراته الدولية ما بين 12 و40 من حارساته اللائي يميزهن بالأرقام ويطلق عليهن لقب راهبات الثورة.
وتسببت هؤلاء الحارسات في مشكلة بروتوكولية شهيرة عندما منعهن الحراس المصريون من الدخول مع القذافي لقاعة مؤتمر دولي شارك فيه الأخير بمدينة شرم الشيخ قبل أربعة أعوام.
وليس معروفا السبب الذي جعل العقيد الليبي يختار لنفسه حارسات له بدلا من حرس رجال، غير أن صحيفة بازلر تسايتونغ السويسرية أرجعت هذا إلى اعتقاد الزعيم الليبي أن النساء أقل خطرا عليه من الحراس الرجال الذين يمكن أن يغدروا به ويتآمروا عليه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحارسات الشابات كن يكافأن على ولائهن للزعيم القائد بمنحهن رواتب خيالية وإرسالهن للتسوق في إيطاليا بين حين وآخر، وكشفت أن ثقة الزعيم الليبي المطلقة بحارساته تراجعت لأسباب غير معروفة في الفترة الأخيرة، وأوضحت أن المظهر الأبرز لهذا التراجع هو تجريد الحارسات من المسدس والخنجر.
وإلى جانب ما كشفته الصحيفة السويسرية، فقد لفت مراقبون إلى اختفاء الحارسات الشابات -اللائي لم تنجح أي وسيلة إعلامية من الالتقاء بواحدة منهن- من المشهد المحيط بالقذافي منذ اندلاع ثورة 17 فبراير

الممرضات الأوكرانيات

وإضافة لحارساته الشابات، اشتهر العقيد معمر القذافي في السنوات الأخيرة بإحاطة نفسه بأربع ممرضات أوكرانيات، دخلن منطقة الضوء الإعلامي بعد حديث وثائق موقع ويكيليكس عنهن

وذكرت برقية دبلوماسية أميركية سرية نشرها الموقع أن الممرضة جالينا كولوتنيتسكا هي الوحيدة من بين زميلاتها التي ترافق الزعيم الليبي أينما ذهب وتعرف كل روتين حياته.
وأشارت الوثيقة -وهي برقية موجهة من سفارة الولايات المتحدة بطرابلس إلى الخارجية الأميركية بواشنطن- إلى أن تسبب إجراءات روتينية في تأخير سفر الممرضة الأوكرانية الشقراء قبل عامين، دفع القذافي لإرسال طائرته الخاصة لتنقلها من طرابلس لتلحق به بالبرتغال حيث كان في طريقه إلى نيويورك.
تنفرد الممرضات من بين عموم النساء بمكانة خاصة لدى الزعيم الليبي معمر القذافي، جعلت منهن السيدات الأول والأكثر حظوة وقربا من قلب العقيد الذي صار بعد وصوله للسلطة يلف نفسه بمحيط نسائي من الممرضات والحارسات.
وتحظى صفية فركاش (زوجته الثانية) بنفوذ وتسافر -بحسب وثائق لويكيليكس- في طائرة خاصة، وفي خدمتها موكب من سيارات المرسيدس ليقلّها من المطار إلى وجهتها، غير أن تنقلاتها محدودة ومحاطة بالسرية.
ولئن كانت الممرضة فركاش ظلت بعيدة عن الأضواء فإن علاقة الزعيم بممرضة أخرى هي الأوكرانية "غالينا كولوتنيتسكا" (38 عاما) قد دخلت دائرة التداول الإعلامي منذ العام الماضي بعدما نشر ويكيليكس برقية من السفير الأميركي بطرابلس تتحدث عن أن القذافي يعتمد بشكل كبير على ممرضته "الشقراء الفاتنة".
وكانت الأزمة التي أصابت الجهاز الصحي في أوكرانيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 قد دفعت بالعديد من الأطباء والممرضات إلى الذهاب إلى ليبيا للعمل برواتب أفضل بكثير مما يحصلون عليه في أوكرانيا.
ومن بين هؤلاء كانت غالينا التي مارست التمريض فترة بالمستشفيات الليبية قبل أن يصطفيها العقيد، ويحيطها بهالة من الاعتناء والتقريب.
وليست غالينا هي الأوكرانية الوحيدة ضمن المحيطات بالقذافي، فهناك بحسب ما نشر ويكيليكس أربع ممرضات أوكرانيات يعتنين بصحة القذافي.
كما تفيد التقديرات الرسمية الأوكرانية بوجود أكثر من 2500 أوكراني بليبيا معظمهم من الأطباء والممرضات، لكن غالينا تبقى هي الأوفر حظا والأقرب إلى قلب الزعيم لأنها وحدها التي "تعرف روتينه الخاص"، وترافقه باستمرار ولا يستطيع السفر بدونها.
ومع اندلاع الثورة الليبية عام 2011 م أصبح الغموض يلف مصير الممرضات الأوكرانيات، خصوصا مع تناقل وسائل الإعلام نبأ عودة الممرضة أو ربما المرأة الأهم في حياة القذافي "غالينا" إلى موطنها الأصلي أوكرانيا في طائرة تقل نحو 120 من الرعايا الأوكرانيين لا يعرف على وجه التحديد هل من ضمنهم بقية الممرضات المثيرات للجدل.

القذافى .. والعلاقات العربية

القذافي واحد من القادة العرب الذين أتوا للحُكم في النصف الثاني من القرن العشرين في عصر القومية العربية، وجلاء الدول الاستعمارية عن الوطن العربي.، فاتخذ في بادئ الأمر الخط القومي العربي، وحاول إعلان الوحدة مع تونس كما حدث بين مصر
وسوريا، إلا أن محاولاته جميعها باءت بالفشل الذريع، فتحول من مشروعه القومي العربي إلى مشروع إفريقي، وسمى نفسه "ملك ملوك إفريقيا

علاقاته على المستوى الدولي
 
وثق القذافى علاقاته بالاتحاد السوفيتي عام 1974، وقام عبد السلام جلود الرجل الثاني في النظام الليبي بزيارة موسكو لتوقيع اتفاقيات صداقة وتسليح.
واتسمت علاقات القذافي علي المستوى الدولي، وبصفة خاصة مع الدول الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا) بالحدة والتوتر منذ بدايتها عام 1969 وحتى أوائل هذا القرن، ثم ما لبثت أن انفرجت العلاقات واتسمت بالإيجابية والمرونة.

القذافى

قضية لوكيربي

في عام 1988 اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا الجماهيرية الليبية بتدبير سقوط طائرة شركة الخطوط الجوية الأمريكية "بان أميركان" فوق بلدة لوكيربي عام 1988 في أسكتلندا، والتي مات فيها 259 راكباً إضافة إلى 11 شخصاً من سُكان لوكيربي. ففرضت
الولايات المتحدة حصاراً اقتصادياً على ليبيا في عام 1992.
وتعد من أشهر مواجهات العقيد القذافى مع الغرب حيث كانت تمثل أخطر التحديات التي واجهها خاصة بعد حصول الغرب على قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم ليبيا بتسليم االمُتهمين المُشتبه في ضلوعهما في الحادث، ولم يكن القرار في حد ذاته يُشكل
ضغطاً كبيراً علي ليبيا غير أن صيغة القرار أتاحت للدول الكبرى فرصة العمل العسكري ضد ليبيا تطبيقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، فى حالة إذا لم يذعن القذافى للقرار ويُسلم المتهمين .
وقد توصلت ليبيا إلى تسوية هذه القضية في أغسطس/ آب 2003 بعدما سلمت مواطنيها عبد الباسط المقرحي والأمين فحيمة للقضاء الأسكتلندي ليُحاكمهما في هولندا فحكم على الأول بالمؤبد وبرأ ساحة الثاني.


جرائم القذافي

أما عن جرائم نظام القذافي فهي عبارة عن ملف يحفل بالعديد من جرائم القتل منها السرية ومنها العلنية، والتي تضمنت رمياً بالرصاص سواء العسكريين منهم أو المدنيين، بل شملت محارق ومجازر دموية تشهد عليها العديد من المقابر الجماعية في العديد من المُدن، منها "جنزور" الواقعة غرب مدينة طرابلس، ومدينة "رأس لانوف" الساحلية الواقعة على بُعد 300 كم غربي بنغازي.
فمنذ الأيام الأولى لحُكمه، اتجه القذافي إلى أسلوب الحُكم بالوسائل القمعية، فسارع بإنشاء - اللجان الثورية - التي كانت مهمتها منذ البداية - حماية الثورة - وتجنيد جميع العناصر التي تمثل أي رفض أو معارضة لخط العقيد القذافي أو تصفيتها، وكان للجان الثورية اليد الطولى في قمع الانتفاضات الطلابية في الجامعات الليبية، فقد تولت وأشرفت على انتهاك حرمات الجامعات وطرد الطلبة وسجنهم ونصب المشانق لهم، ثم تطورت إلى عمليات الزحف على البيوت والأملاك والأعمال التجارية والسفارات الليبية، حيث شرعت في تنفيذ برامج التصفيات الجسدية للمعارضين في الخارج.ومن أبشع جرائم القذافي قتله 1200 سجين أضربوا في سجن أبو سليم في طرابلس فأمر بإعدامهم رمياً بالرصاص


نهاية مؤلمة

بعد حكمه ليبيا لاكثر من 40 سنة قتل معمر القذافي في مدينة سرت (مسقط رأسه) عن عمر يناهز 69 سنة في 20 أكتوبر 2011 بعد قتله إعداما أو متأثراً بجراحه بعد اسره من قبل ثوار ليبيا في مدينة سرت مع وزير دفاعه وحراس شخصيين إثر هروبهم من غارة للناتو يعتقد انها من قوات فرنسية استهدفت القافلة المكونة من سيارات كثيرة كانو سيهربون بها وقتل معه أبو بكر يونس وزير دفاعه وقتل ابنه المعتصم ، ويعتقد حتى اللحظة مقتل ابنه ايضا سيف الاسلام، وقد اعلن المجلس الانتقالي الليبي نقل جثمان القذافي الى مدينة مصراته . بينما نفى محمد ليث القائد الميداني للمنطقة الجنوبية في مدينة سرت قتله او جرحه من قبل غارة من الناتو واكد ان من قتلوه هم الثوار الليبيين

صور للقذافى 
 معمر القذافى
القذافى بالزى البدوى 
القذافى بالزى التحررى الثورىالقذافى بالزى الرسمىالقذافى بالزى الشبابىالقذافى بالزى الشتوىالقذافى بالزى العسكرىالقذافى باللون الأبيض
القذافى باللون البنفسجىالقذافى باللون الذهبىالقذافى ببدلة النياشين
القذافى بذى الامم المتحدة
القذافى بملابس الصيدالقذافى فى الشتاءالقذافى بالزى الافريقىزى المؤتمراتالقذافى كان يشتهر بنظراته المحيرةتركيزهكذا كان ينظر للحياةكبرياء القذافىمن ابرز اللقطات له ويظهر فيها على مدى صرامتهثباتالقذافى...ملك ملوك أفريقيا
إقرأ المزيد Résuméelnoba

القصة الحقيقة لرأفت الهجان ( رفعت الجمال ) .

1
نشأته وأسرته 
 



ولد رفعت علي سليمان الجمال في مدينة دمياط في الأوَّل من يوليو 1927م، لأب "علي سليمان الجمّال" وكان يعمل تاجر فحم بالجملة، وأم "رتيبة علي أبو عوض"، من أسرة راقية، تتحدَّث الإنجليزية والفرنسية، اللتين تعلمتهما في إحدى المدارس الخاصة.
لرفعت أخ غير شقيق يدعي "سامي"، و له أخ شقيق هو "لبيب" وأخته"نزيهة"، وتولي "سامي" شئون الأسرة كلها، بعد وفاة الأب عام 1936م، والذي كان مدرساً خصوصياً للغة الإنجليزية، لأخوي الملكة "فريدة"، مما يعني أنه كان يتمتَّع بمكانة محترمة للغاية..
نشأ رفعت وترعرع في مصر الجديدة تحت رعاية شقيقه "سامي"، الذي نقل الأسرة كلها إلى القاهرة بعد وفاة الوالد، والتحق رفعت هناك بمدرسة للتجارة المتوسِّطة، وهو في الرابعة عشرة من عمره بناءً على ضغط الأسرة، التي رأت أن طبيعته غير المسؤولة، لن تساعده على النجاح في التعليم الجامعى.
وفي مدرسته التجارية المتوسِّطة، انبهر رفعت بالبريطانيين، الذين كانوا يقاومون الجيوش النازية باستماتة، مما دفعه إلى التحدُّث بالإنجليزية، بلكنة بريطانية، كما تعلَّق كثيراً بأستاذه الباريسي، الذي علَّمه أن يتحدَّث الفرنسية بلكنة الفرنسيين، حتى أجاد اللغتين، وبرع في التحدُّث بهما.
وفي تلك الفترة أيضاً، كان للسينما سحر كبير، في نفوس الشباب، في كافة أنحاء العالم، مما جذب انتباه رفعت إلى الحد الذي جعله يحلم بالعمل في السينما ذات يوم، حتى أنه، وأثناء رحلة مدرسية إلى ستوديوهات السينما، تسلَّل إلى حجرة الفنان "بشارة واكيم"، وراح يقلِّد أدواره، حتى ضبطه الممثل الكبير متلبساً، وراق له ما يفعله، فسأله عن اسمه وأسرته، ثم نصحه بالاهتمام بدارسته أوَّلاً، والعودة بعد الانتهاء منها، للبحث عن دور في عالم السينما. وفي ذلك اليوم قرَّر رفعت أن يكمل دراسته، ليصبح ممثلاً.
وفي بدايات عام 1943م، تزوَّجت شقيقته نزيهة من الملازم أوَّل "أحمد شفيق"، وانتقلت الأم إلى دكرنس، واستعد سامي للزواج من إبنة "محرم فهيم" رئيس نقابة المحامين - آنذاك - وأصبح من الضروري أن ينتقل رفعت مع شقيقه لبيب، الذى أصبح محاسباً في بنك باركليز، إلى شقة أخرى، استأجرها لهما سامي بالقرب من ميدان لاظوغلي.
التقى رفعت بالممثل بشارة واكيم مرة أخرى، في عام 1945م، فتذكَّره الرجل، ومنحه دوراً صغيراً في أحد أفلامه، لتتغيِّر بعدها حياته تماماً؛ فمع الزهو الذى شعر به، مع عرض الفيلم، على الرغم من صغر دوره، بدأ زملاء الدراسة يعاملونه كنجم سينمائي، وأحاطوه باهتمامهم، وأسئلتهم، مما ضاعف من إحساسه بالثقة، وساعده على إنهاء دراسته، في صيف 1946م، ليعمل مرة أخرى، في أفلام الفنان بشارة واكيم، ويلتقي بأوَّل حب في حياته "بيتي".
وكانت "بيتي" راقصة شابة مراهقة وتكبره بعام واحد، وبعد فترة انتقل رفعت للعيش مع بيتي مما أثار غضب شقيقه لبيب، وتسبَّب له في مشكلات عائلية عديدة، جعلته يتخلَّى فى النهاية عن "بيتي"، وعن العمل فى السينما.


رحلاته خارج مصر وعودته 
 
رفعت الجمال أمام مسجد الصخرة الشريفة في الأرض المحتلة

تقدَّم رفعت بطلب لشغل وظيفة لدى شركة بترول أجنبية، على ساحل البحر الأحمر، ويفوز بها بجدارة؛ بسبب إجادته للفرنسية والإنجليزية بطلاقة. وبالفعل نجح رفعت فى عمله إلى حد كبير، وبالذات لأنه يعمل في رأس غارب، على مسافة تقرب من مائتي كيلو متر عن القاهرة، التي فر من مشاكله العديدة بها، ورفض بإصرار العودة إليها، عندما تم نقله إلى الفرع الرئيسي بها، كنوع من الترقية.
إلا أن رفعت رفض هذه الترقية، ورفض الوظيفة كلها، وتحيَّن فرصة لقائه برجل أعمال سكندري، ربطته به علاقة وثيقة أثناء عمله، ليطلب منه العمل لديه، ولينتقل بعدها بالفعل إلى الإسكندرية وارتبط رفعت بهذا الرجل ارتباطاً وثيقاً، وشعر في منزله بدفء الأسرة، وخفق قلبه هناك بحب "هدى" ابنة رجل الأعمال، الذي لم يعترض على نمو هذه العلاقة، بعد أن اعتبر أن رفعت بمثابة ابنه، الذي لم ينجبه أبداً.
وكان من الممكن أن ينمو هذا الحب وينتهي بزواج واستقرار ولكن في أثناء قيام رفعت بمهمة لفرع الشركة في القاهرة، قام مدير الفرع في القاهرة بعملية إحتيال خبيثة، انتهت باتهام رفعت بالاختلاس والسرقة. وعلى الرغم من أن رجل الأعمال السكندري كان يدرك أن رفعت قد سقط في فخ محكم، إلا أنه اضطر لفصله من وظيفته، تجنباً لإجراء أية تحقيقات رسمية، في نفس الوقت الذي أوصى فيه بتعيينه كمساعد ضابط حسابات، على متن سفينة الشحن "حورس".
وأثناء عمله على السفينة، وتوقفها فى ليفربول البريطانية، التقى رفعت بــ "جودي موريس"، التى ذكَّرته بحبيبته السابقة "بيتي"، وإرتبطت به جودي كثيرا فظل رفعت بعض الوقت معها ثم استعاد عمله على سفينة الشحن "حورس" عند عودتها إلى مدينة ليفربول، وعاد إلى مصر في مارس 1950، إلا أنه لم يلبث أن عمل على متن سفينة شحن فرنسية، سافر معها إلى مرسيليا، ثم تركها وانتقل إلى باريس حيث أجاد اللغة الفرنسية إجادة تامة، وكان يرغب في استمرار إقامته في باريس إلى الأبد، لولا أنه واجه خطر الطرد من البلاد، لأنه لم يكن يحمل تأشيرة إقامة رسمية.
ومرة أخرى، وبتأشيرة زيارة قصيرة، سافر رفعت إلى بريطانيا بحجة استشارة الطبيب، الذي أجرى له عملية الزائدة، واستقر ليعمل هناك في وكالة للسفريات، تحمل اسم "سلتيك تورز"
وفي هذه المرة أيضاً، ومع النجاح الذي حققه في عمله، كان من الممكن أن يستقر "رفعت" في "لندن"، وأن يحصل على إقامة رسمية بها، بل وأن يصبح من كبار خبراء السياحة فيها، لولا أنه، وأثناء قيامه بعقد صفقة لحساب الشركة في "نيويورك"، تلقَّى عرضاً من صاحب شركة أمريكية، بدا له مناسباً للغاية، فقبله على الفور، ودون تفكير، وقرَّر الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية لبعض الوقت، دون تأشيرة عمل رسمية، أو بطاقة ضمان اجتماعي خضراء.
ومنذ اتخذ قراره هذا، اضطربت حياة رفعت تماماً، فبدأت تطارده إدارة الهجرة وصاحب العمل تخلّى عنه، وتم وضع اسمه فى القائمة السوداء في "أمريكا"، مما اضطره للهرب إلى "كندا"، ومنها إلى فرانكفورت بألمانيا، التي حصل على تأشيرة ترانزيت بها، باعتبارها مجرَّد محطة، للوصول إلى النمسا.
ولكن عبثه أيضاً صنع له مشكلة ضخمة في فرانكفورت حيث فقد نقوده وجواز سفره، وفي تلك الفترة كان الكثيرون من النازيين السابقين، يسعون للفرار من ألمانيا، ويشترون في سبيل هذا جوازات سفر أجنبية، وبسبب ذلك اتهمه القنصل المصري هناك بأنه قد باع جواز سفره، ورفض أن يمنحه وثيقة سفر بدلاً منه، ثم لم تلبث الشرطة الألمانية أن ألقت القبض عليه، وتم سجنه لبعض الوقت، قبل أن يرحل قسراً، على متن أوَّل طائرة، عائداً إلى البلد الذي جاهد للابتعاد عنه.... إلي مصر.


 
البطل المصري رفعت الجمال

تزوير الهوية

مع عودة رفعت إلى مصر بدون وظيفة، أو جواز سفر، وقد سبقه تقرير عما حدث له في فرانكفورت، وشكوك حول ما فعله بجواز سفره، بدت الصورة أمامه قاتمة إلى حد محبط، مما دفعه إلى حالة مؤسفة من اليأس والإحباط، لم تنته إلا مع ظهور فرصة جديدة، للعمل في شركة قناة السويس، تتناسب مع إتقانه للغات.
ولكن الفرصة الجديدة كانت تحتاج إلى وثائق، وأوراق، وهوية. وهنا، بدأ رفعت يقتحم العالم السفلي، وتعرَّف على مزوِّر بارع، منحه جواز سفر باسم علي مصطفى، يحوي صورته، بدلاً من صورة صاحبه الأصلي.. وبهذا الاسم الجديد، عمل رفعت في شركة قناة السويس، وبدا له وكأن حالة الاستقرار قد بدأت.
ولكن في عام 1952 قامت ثورة يوليو وشعر البريطانيون بالقلق، بشأن المرحلة القادمة، وأدركوا أن المصريين يتعاطفون مع النظام الجديد، فشرعوا في مراجعة أوراقهم، ووثائق هوياتهم، مما استشعر معه رفعت الخطر، فقرَّر ترك العمل، في شركة قناة السويس.
وحصل مرة أخري من نفس المزوِّر على جواز سفر جديد، لصحفي سويسري، يُدعى تشارلز دينون. والمدهش أن رفعت قد قضى بعض الوقت، في أحد الفنادق الكبرى، منتحلاً شخصية دينون، دون أن ينكشف أمره أو يُدرك مخلوق واحد، ممن يتعامل معهم يومياً، أنه ليس صحفياً، بل وليس حتى سويسرياً، بل مجرَّد شاب مصري، يحمل شيكات سياحية، قيمتها اثنا عشر ألف دولار أمريكي، هى نتاج عمله في شركة سلتيك تورز البريطانية، مما يثبت مدى براعته، وقدرته المدهشة على إقناع وخداع كل من حوله، وتمكُّنه المدهش من اللغات ولكناتها أيضاً.
وبسبب بعض المتغيرات السياسية، في عام 1953م، بدأت عملية مراجعة لأوراق الأجانب في مصر، مما اضطر رفعت إلى إنهاء إقامته في ذلك الفندق الدولي، وقرَّر أن يغيِّر هويته مرة أخرى، وحصل بالفعل على جواز سفر جديد، باسم البريطانى دانيال كالدويل. ثم اتجه رفعت نحو حدود ليبيا، وقد وقر في نفسه أنه لم يعد أمامه سوى أن يغادر مصر كلها.
وسار كل شيء على ما يرام، حتى بلغ نقطة الحدود نفسها، وقدَّم للضابط البريطاني عندها جواز سفره البريطاني، وهو يتحدَّث معه بلكنة بريطانية صرفة. ولكن الأمور لم تكن تسير لصالحه هذه المرة. ففي تلك الفترة كان الكثيرون من الجنود البريطانيين يفرون من وحداتهم في الإسكندرية ويحاولون عبور الحدود إلى ليبيا، كما كان العشرات من اليهود يسعون لتهريب أموالهم، عبر الحدود نفسها، مما جعل الضابط البريطاني يطالبه بإفراغ كل ما تحويه جيوبه أمامه، فلم يتردَّد رفعت لحظة واحدة، وبدأ يفرغ جيوبه أمام البريطاني، الذي التقط الشيكات السياحية، وفحصها في اهتمام بالغ، قبل أن يسأله عما يعنيه كون الشيكات محرَّرة لاسم رفعت الجمَّال في حين أن جواز السفر يحمل اسم دانيال كالدويل.
وهنا، ارتكب رفعت أكبر حماقة في حياته، عندما قال: إنه سيوقَّع تلك الشيكات باسم رفعت الجمَّال، مما اعتبره البريطاني بادرة شك، فألقى القبض عليه، وأعاده إلى القاهرة مع تقرير يشير إلى أنه لا يبدو مصرياً، أو حتى بريطانياً، وأنه على الأرجح دافيد أرنسون آخر..
"
دافيد أرنسون كان ضابط يهودي، وعمل كمستشارً للقائد التركي جمال باشا في دمشق يوماً ما، وكان ضمن شبكة تجسُّس يهودية، انتشر أفرادها في الإمبراطورية العثمانية".
واتهمت سلطات التحقيق في مصر رفعت بأنه يهودي، يحمل اسم دافيد أرنسون، وجواز سفر باسم دانيال كالدويل، وشيكات سياحية باسم رفعت الجمَّال، وعندما تحدَّث في التحقيقات باللغة العربية أثبت التهمة على نفسه، مما جعلهم يرسلونه إلى القاهرة، وإلى مصر الجديدة بالتحديد؛ لأنها الجهة الوحيدة، التي عثروا فيها على اسم رفعت الجمَّال
 .
مقال عن رفعت الجمال في صحيفة اسرائيلية

بداية تجنيده لدي المخابرات المصرية

وفي تلك الفترة كان تنظيم الظباط الاحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في بدايته حيث واكب ذلك دخول اليهود الي الاراضي العربية سنة 1948  وقيام الحرب بين العرب ودولة اسرائيل المزعومة . وكان البوليس السياسي في ذلك الوقت نوعاً من المخابرات.
وهنا احس بعض قادة الجيش بضرورة السعي وراء امتلاك اعين داخل اسرائيل وبدأ السعي لايجاد تلك الشخصية التي سوف تمثل هذا الدور العظيم ومن هنا بدا احد ضباط الجيش المصري في وضع بعض الشروط والتي من الواجب توفرها في تلك الشخصية واستمر سعية اكثر من عامين متواصلين محاولا ايجاد تلك الشخصية ففشل في ذلك. إلي ان جاء وقت كان يجلس ويتحدث مع بعض أصدقائه الضباط فسمع احدهم يتحدث عن شخص ليس لة مثيل في اساليب التنكر والتخفي وصلت به الي انه كان ينتحل اربع شخصيات في وقت واحدة لخدمة مصالحة الشخصية في النصب والتحايل علي الاجانب المقيمين في مصر آن ذاك ومنهم اليونانيين والارمان والايطاليين وحتي بعض الحارات التي كانت تحوي اليهود وهنا اشتعل زمام فكر هذا الضابط وطلب علي الفور لقاء تلك الشخصية وتحاور مع رفعت الجمال لمدة طويلة ولكن بدون ادني فائدة تذكر حيث راوغة كثيرا وارهق فكرة بالشكل الذي جعل هذا الضابط يوقن تمام بأنه وجد غايته وأنه وجد ما كان يبحث عنة منذ اكثر من عامين.
بعد ذلك أعيد استجواب رفعت في قسم "مصر الجديدة"، وحار الكل في شأنه، وافترض بعض الجنود، والضباط، وحتى المساجين، أنه بالفعل يهودي مصري، وفجأة، زاره ذلك رجل من البوليس السياسي أخبره بأن اسمه "حسن حلمي"، وكان ذلك أهم وأخطر نقطة تحوّل، في مسار حياته كلها.
ظل "حسن حلمي" يتحدث مع رفعت ويخبره أنه قد أثار حيرة الرسميين إزاء الصور التي ظهرت عليها حتى الآن. وأنه من الصعب تحديد شخصيته فقد يكون إنجليزياً أو يهودياً أو مصرياً ثم اتهمه بأن مصر لا تعنيه من كثير أو قليل، واستطاع ببضع كلمات عن أعداء مصر أن يستفز رفعت إلي أقصي الحدود وانفجر بالقول ليعترف أمام الضابط بأنه مصري.

بداياته كجاسوس

بدأ رفعت يحكي للضابط حسن كل شيء عنه منذ البداية وكيف قابل كثيرين من اليهود في ستوديوهات السينما ونجح في جعل اليهود يقبلونه كيهودي. وكيف تمثلت سلوكهم وعاداتهم من منطلق الاهتمام بأن يصبح ممثلاً. وحكي له عن الفترة التي قضاها في إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ثم أخيراً في مصر.
وبعدها أخبره حسن أنه الشخص الذي يبحث عنه ويمكن أن يستفيد منه استفادة حقيقية. وأخبره أن هناك رؤوس أموال ضخمة يجري تهريبها. وأن كثيرين من الأجانب وخاصة اليهود هم الذين يتحايلون لتهريب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. يمكنهم تحويل مبالغ بسيطة فقط بشكل قانوني، غير أنهم نظموا فرقاً تخطط وتنظم لإخراج مبالغ ضخمة من مصر. واليهود هم الأكثر نشاطاً في هذا المجال.
وأضاف إن إسرائيل تأسست منذ خمس سنوات مضت، وهناك كميات ضخمة من الأموال تتجه إليها. ونحن ببساطة لا نستطيع تعقب حيلهم، ومن ثم نحن نريد أن نغرس بينهم شخصاً ما، يكتسب ثقتهم ويطمئنون إليه وبذا يكتشف حيلهم في تهريب أموالهم إلى خارج البلاد، كما يكشف عمن وراء ذلك كله. ومعرفة كيف تعمل قنوات النقل التي يستخدمونها وكل شيء آخر له أهمية. وأخبره أنه الشخص المثالي لهذا العمل. الشخص الذي يمكن زرعه وسطهم ولابد أن يكون يهودياً. وأضاف أنهم سيتولون تدريبه وإيجاد قصة جيدة الإحكام لتكون غطاء له ثم يضعونه وسط المجتمع اليهودي في الإسكندرية.
وحينما سأله رفعت عما سيعود عليه من ذلك أضاف الضابط حسن أنه سيتم محو ماضي رفعت الجمَّال تماماً، ويجري إسقاط جميع الإجراءات القضائية الأولية لإقامة الدعاوي ضده بسبب جوازات السفر المزورة، والبيانات الشخصية عن علي مصطفى، وشارلز دينون، ودانييل كالدويل، وأي أسماء أخرى سبق له أن استخدمها، كما سيتم إسقاط أي اتهامات أخرى ضدك. وسوف تستعيد قيمة شيكاته السياحية، وتكتب بالاسم الذي يتخذه لنفسه ويعيش به كيهودي.


رفعت الجمال في إسرائيل أمام خزانات خاصة بالجيش الإسرائيلي

تدريبه وميلاد "جاك بيتون"

وافق رفعت علي التعاون مع الضابط وبدأت فترة تدريب مكثف له حيث شرح له أهداف الثورة وفروع علم الاقتصاد، وتعلم سر نجاح الشركات متعددة القوميات، وأساليب إخفاء الحقائق بالنسبة لمستحقات الضرائب، ووسائل تهريب الأموال، وتعلم عادات اليهود وسلوكياتهم. وتلقي دروساً مكثفة في اللغة العبرية كما تعلم تاريخ اليهود في مصر وأصول ديانتهم.
وعرف رأفت كيف يميز بين اليهود الإشكانز والسفارد والشازيد، وحفظ عن ظهر قلب الشعائر اليهودية وعطلاتهم الدينية. وتدرب أيضاً على كيفية البقاء على قيد الحياة معتمداً على الطبيعة في حالة إذا ما اضطرته الظروف إلى الاختفاء فترة من الزمن. وتدربت بعد هذا على جميع عادات الشرطة السرية للعمل بنجاح متخفياً. وأخيراً بدأ في تقمص شخصيته الجديدة.
وأصبح منذ ذلك التاريخ جاك بيتون المولود في 23 أغسطس عام 1919 في المنصورة، من أب فرنسي وأم إيطالية. وأن أسرته تعيش في فرنسا بعد رحيلها عن مصر، وهي أسرة كانت لها مكانتها وميسورة الحال. وديانته هي يهودي إشكنازي. وتسلم وثائق تحمل اسمه الجديد والتواريخ الجديدة.
وهكذا انتهى رفعت الجمَّال رسمياً، ليولد جاك بيتون، الذي انتقل للعيش في الإسكندرية، ليقيم في حي يكثر به اليهود، ويحصل على وظيفة محترمة، في إحدى شركات التأمين. وبدأت ثقته في نفسه تزداد، وبدأ يتعايش كفرد من الطائفة اليهودية، التي قدمه إليها زميله في الحجز ليفي سلامة، والذي قضي معه بعض الوقت، عندما تم إلقاء القبض عليه عند الحدود الليبية.
وأثناء وجوده في الإسكندرية إنضم رفعت إلى الوحدة اليهودية (131)، التي أنشأها الكولونيل اليهودي "إفراهام دار" لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية، والتي شرع بعض أفرادها في القيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم فضيحة "لافون"، نسبة إلى "إسحق لافون"، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك.
وفي الوحدة (131)، كان "رفعت زميلاً لعدد من الأسماء، التي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية والخطورة، في عالم المخابرات والجاسوسية، مثل "مارسيل نينو"، و"ماكس بينيت"، و"إيلي كوهين"، ذلك الجاسوس الذي كاد يحتلّ منصباً شديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، في سوريا.
وكان "حسن حلمي" ، ومن بعده "علي غالي" - وهو من تولَّى أمر رفعت، في مرحلة تالية - كانا يتابعان نشاط الوحدة (131) طوال الوقت، وأن معلومات رفعت التي كان ينتزعها، من قلب الوحدة، كانت سبباً أساسياً في إحباط العملية كلها، وإلقاء القبض على كل المشتركين فيها.

التجسس علي المجتمع اليهودي بالاسكندرية

تم إلقاء القبض على "رفعت" و"إيلي كوهين"، كأفراد في الوحدة (131)، ثم أطلق سراحهما فيما بعد، لعدم وجود ما يدينهما، فاختفى بعدها إيلي في حين بقي رفعت ليواصل الحياة لبعض الوقت، باسم جاك بيتون، الذي لم يتطرَّق إليه الشك حتماً، بدليل أن الإسرائيليين قد اتهموا عضواً آخر، من الوحدة (131) بكشف أسرارها، وهو "بول فرانك"، الذي حوكم بالفصل فور عودته إلى إسرائيل وصدر ضده الحكم بالسجن لاثني عشر عاماً.
وحتى ذلك الحين، كانت مهمة رفعت  تقتصر على التجسُّس على مجتمع اليهود في الإسكندرية، ولكن عقب نجاح عملية الوحدة (131) تم استدعاؤه إلى القاهرة، ليلتقي بضابط حالته الجديد "علي غالي"، الذي واجهه لأوَّل مرة بأنه قد نجح تماماً في مهمته، وأن الخطة ستتطوَّر، لتتم الاستفادة به أكثر خارج الحدود، خاصة وأن سمعته، كفرد سابق في الوحدة (131) ستخدع الوكالات اليهودية، وستدفعها للتعامل معه كبطل.
بدأت جولة تدريب مكثف لرفعت فدرس تاريخ اليهود الأوروبيين والصهيونية وموجات الهجرة إلى فلسطين. وتعلم كل شيء عن الأحزاب السياسية في إسرائيل والنقابات والهستدروت أو اتحاد العمال، والاقتصاد والجغرافيا والطوبوغرافيا وتركيب إسرائيل.
وأصبح رأفت خبيراً بأبرز شخصيات إسرائيل في السياسة والجيش والاقتصاد. وأعقب هذا تدريب على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكر والفر والتصوير بآلات تصوير دقيقة جداً، وتحميض الأفلام وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبر السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، وفروع وأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية. وكذلك الأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة. وانصب اهتمام كبير على تعلم الديانة الموسوية واللغة العبرية. واعتاد أن يسمع كل يوم ولمدة ساعات إلى راديو إسرائيل. بل وعمد إلى تعميق لهجتي المصرية في نطق العبرية لأنه نهاية الأمر مولود في مصر. بعد التدريب تحددت له مهنة حيث تقرر أن يكون وكيل مكتب سفريات حيث إن هذا
سيسمح له بالدخول إلى إسرائيل والخروج منها بسهولة، وتقرر أن يؤدي اللعبة
لأطول مدة ممكنة. فلم يكن لمهمته حد زمني، وكان له الخيار بأن يترك الأمر كله
إذا سارت الأمور في طريق خطر. وقيل له أنه يستطيع بعد ذلك العودة إلى مصر وأستعادة شخصيته الحقيقية. وتسلم رفعت مبلغ 3000 دولار أمريكي ليبدأ عمله وحياته في إسرائيل. وفي يونيو 1956 استقل سفينة متجهة إلى نابولي.
وصل رفعت إلى نابولي حيث التقطته الوكالة اليهودية هناك، وبذلت جهدها لإقناعه بالسفر إلى إسرائيل "أرض الميعاد"، كما كانت تقول دعاياتهم بمنتهى الإلحاح أيامها. ولم يبد رفعت أية لهفة على السفر إلى إسرائيل، إلا أنه لم يمانع بشدة في الوقت نفسه، وإنما جعلهم يعتقدون أنهم قد نجحوا في إقناعه، وتركهم يدفعونه إلى ظهر سفينة حملته إلى "إسرائيل".


صورة لجواز سفره الإسرائيلي

الحياة داخل إسرائيل

صورة تجمع الجمال مع زوجته عام 1963

زواجه وانتقاله إلي المانيا

طوال فترة عمله، في قلب إسرائيل، لحساب المخابرات المصرية، لم يتقدّم "رفعت الجمّال"
بمطلب واحد للمسؤولين المصريين. حتى كان مطلبه  في يونيو 1963 بأن يعود إلى "مصر"، ويدفن إلى الأبد شخصية "جاك بيتون" حدث هذا قبل لقائه الأوَّل بزوجته فيما بعد "فلتراود". وكانت رغبته هذه  تعكس حالة الإجهاد التي وصل إليها، ورغبته الحقيقية في استعادة رفعت الجمَّال  بهويته، وجنسيته وديانته أيضاً.
ولكن العودة لم تكن بالبساطة التي توقَّعها "رفعت"؛ إذ لم يكن من السهل أن يختفي "جاك بيتون" هكذا فجأة، من قلب "إسرائيل"، ليظهر "رفعت الجمَّال" مرة أخرى في "القاهرة"؛ فهذا كفيل بكشف كل ما فعله طوال حياته. وربما ستكشف أيضا شبكات التجسُّس التي تركها خلفه في إسرائيل، وبالنسبة لعالم المخابرات تعتبر هذه كارثة بكل المقاييس.
لذا كان عليه أن يحتفظ بشخصية "جاك بيتون" لبعض الوقت، وإن كان باستطاعته أن يغادر "إسرائيل"، ويرحل إلى بلد ثالث، بحجة العمل أو الارتباط، حتى يفقد الموساد اهتمامه به، بعد فترة من الوقت، مما يسمح له بالعودة إلي مصر.
التقي رفعت بزوجته "فالترود" في أكتوبر  1963م، وهي إمرأة ألمانية مطلقة ولديها طفلة اسمها "أندريا" وعمرها أربع سنوات. ووقع كل منهما في حب الآخر، وتزوجها سريعا. وعرضت عليه فالترود أن تتحول للديانة اليهودية عند زواجهما لكنه رفض.
حملت زوجته وأصر رفعت على ألا يولد ابنه في "إسرائيل"، كما أصر على أن تسافر زوجته لتنجبه في ألمانيا، حتى لا يحمل إلى الأبد الجنسية الإسرائيلية. وعندما لاحظ دهشتها من إصراره هذا، فسّر رفضه بان اسرائيل دولة حرب وأن حصول الطفل على جواز سفر اسرائيلي سيعرضه للمشكلات وأنه يخاف عليها من الاضطهاد. كما رفض رفعت أن يكون ابنه يهوديا وأصر على تركه بدون دين حتى يكبر ويقرر لنفسه. وظل ابنه "دانيال" بدون جنسية حتى حصل على الجنسية الألمانية في عام 1973 أي عندما بلغ التاسعة من عمره.
ورويداً رويداً، بدأ رفعت يتحلَّل من أعماله والتزاماته في إسرائيل، ويقوي روابطه
وأعماله في ألمانيا، فبدأ في دراسة كل ما يتعلَّق بالنفط، الذي قرَّر أن يجعل من تجارته مصدر رزقه الأساسي، خاصة وأنه قد تقدَّم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية، التي ستتيح له السفر بيسر أكثر، ودون تعقيدات أمنية عديدة إلى مصر أيضا في أي وقت يشاء، كرجل أعمال ألماني، وتاجر نفط عالمي. وبالفعل انتقل رفعت للإقامة والاستقرار في المانيا.
لم تنقطع اتصالات رفعت بالمسؤولين الإسرائيليين، واستطاع رفعت أن يعرف بمخطط إسرائيل للهجوم على مصر في يونيو1967م، وبالفعل أبلغ المسؤولين في "مصر" بهذا، إلا أن أحداً لم يأخذ معلوماته مأخذ الجد، نظراً لوجود معلومات أخرى تشير إلى أن الضربة ستنصب على سوريا وحدها ووقعت نكسة 1967.
على الرغم من حالة الإحباط وخيبة الأمل، التي أصابت رفعت بسبب هذا، إلا أنه واصل ارتباطه بالمخابرات المصرية، وظلّ يرسل إليها كل ما يقع تحت يديه من معلومات،
من خلال صداقته مع رجل المخابرات الإسرائيلي "سام شوب"، حتى توافرت لديه
فجأة بعض المعلومات بالغة الخطورة، والتي أرسلها فوراً إلى مصر، وصدقها المصريون هذه المرة، وكان لها تأثير واضح، في حرب 1973م.
وبعد الحرب والانتصار عاد رفعت يطلب العودة إلى مصر، ولكن المخابرات المصرية أخبرته أنه لا يستطيع العودة مع أسرته، إذ يستحيل أن تتم حماية الأسرة كلها طوال الوقت، من أية محاولات انتقامية إسرائيلية، إذا ما انكشف أمره. فكان عليه أن يظل إلي الأبد بعيداً عن وطنه، وأن يحمل حتى آخر العمر جنسية جاك بيتون اليهودي الإسرائيلي السابق، ورجل الأعمال الألماني الذي نجح في إقامة مشروع نفطي كبير في مصر، ليعود أخيراً إلى مصر التي فعل من أجلها كل ما فعله.


في زيارته للأقصر بعد عودته إلي مصر

العودة إلي الوطن مصر


بعد أن أتم رفعت الجمال عمليته الجاسوسية حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصري، في عام 1977 ونجح في تأسيس شركة باسم "آجيبتكو"، وأعطى الرئيس الراحل أنور السادات تعليماته لوزير البترول بأن يهتم بهذا "الرجل" العائد في شخصية جاك بيتون، دون أن يفصح عن شخصيته. وشدد علي أهمية مساعدته وتقديم كل العون له، فلم تجد وزارة النفط سوي "بئر مليحة" المهجور لتقدمه له بعد أن تركته شركة فيليبس، لعدم جدواه.
ورفضت هيئة البترول السماح له بنقل البترول من البئر في الصحراء الغربية إلى داخل البلاد بالتنكات. وأصرت علي نقله بأنابيب النفط ، وهو ما لم يتمكن رفعت الجمال من توفيره ماديا، فلجأ مرة أخرى إلي السادات الذي كرر تعليماته بمساعدته وتقديم كل العون له. لكن أحدًا لم يهتم به، فساءت حالة شركته، وتصرفت فيها زوجته "فالترود بيتون" بعد أن مات في عام 1982 حيث باعتها لشركة دنسون الكندية.
لرفعت الجمال ابن واحد من زوجته الألمانية إلا أنه لا يحمل الجنسية المصرية، حيث أن المخابرات المصرية وفي إطار الإعداد للعملية قد قامت بإزالة كل الأوراق التي قد تثبت وجود رفعت الجمال من كل الأجهزة الحكومية بحث صار رفعت الجمال رسميا لا وجود له، وبالتالي لا يستطيع ابنه الحصول على جواز السفر المصري الأمر الذي أدى بزوجته وابنه أن يقدموا التماسا للرئيس السابق محمد حسني مبارك لاستغلال صلاحياته في إعطائه الجنسية، إلا أن طلبهما قوبل بالرفض لعدم وجود ما يثبت بنوته لرجل مصري
.
نديم هاشم احد ضباط المخابرات المصرية

  • تزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثي على مصر قبله بفترة مناسبة إلا أن السلطات لم تأخذ الأمر بمأخذ الجد
  • تزويد مصر بميعاد الهجوم عليها في 1967 إلا أن المعلومات لم تأخذ مأخذ الجد لوجود معلومات أخرى تشير بأن الهجوم سيكون منصبا على سوريا
  • إبلاغ مصر باعتزام إسرائيل إجراء تجارب نووية، واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة، أثناء لقائه برئيسه علي غالي في ميلانو
  • زود مصر بالعديد من المعلومات التي ساعدت مصر على الانتصار في حرب أكتوبر
  • كانت له علاقة صداقة وطيدة بينه وبين موشي ديان وعيزر وايزمان وشواب وبن غوريون
  • الإيقاع بأخطر جاسوس إسرائيلى فى سوريا , وإسمه الحقيقى "ايلي كوهين" وعرف فى سوريا بإسم كامل أمين ثابت عندما أبلغ المخابرات المصرية، أن صورة "كامل أمين ثابت"، التي نشرتها الصحف، المصرية والسورية، إنما هي لزميله السابق الإسرائيلي "إيلى كوهين".
  • الإيقاع بشبكة "لافون" التى قامت بعمل تفجيرات فى مصالح أمريكيه فى مصر لإفساد العلاقات المصريه الأمريكيه فيما عرف أثناءها بإسم "فضيحه لافون" نسبة إلى قائدها.

الجمال مع ابنه دانيال وزوجته

مرض رفعت ووفاته

أصيب رفعت الجمَّال بمرض سرطان الرئة وتلقي العلاج الكيمائي في أكتوبر1981م . إلا أنه توفي في 10 يناير 1982م، وكان رفعت قبل وفاته سعيدا أن القدر أمهله الوقت الكافي ليكتب مذكراته، وأن زوجته وابنه "دانيال" وابنته بالتبني "أندريا" سيعرفون يوماً ما حقيقته، وهويته، وطبيعة الدور البطولي الذي عاش فيه عمره كله، من أجل وطنه مصر.
وأوصى رفعت زوجته قبل وفاته بألا يُدفن في مقابر اليهود وبالفعل دفن في مدينة دارتشمات بألمانيا.

مذكراته ووصيته

قرر الجمال أن يكتب مذكراته، وأودعها لدى محاميه، على أن يتم تسليمها لزوجته بعد وفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد استعادت رباط جأشها ولديها القدرة على أن تتماسك وتتفهم حقيقة زوجها الذي عاش معها طوال هذه السنوات الطوال، وقد كتب "الجمال" وصية تفتح في حال وفاته، وكان نصها كالتالي:
وصيتي. أضعها أمانة في أيديكم الكريمة. السلام على من اتبع الهدى. بسم الله الرحمن الرحيم إنّا لله وإنّا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وها أنذا أقدم لسيادتكم وصيتي بعد تعديلها إلى ما هو آت: في حالة عدم عودتي حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أي أن تكتشف حقيقة أمري في إسرائيل، وينتهي بي الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد في هذه الحال، وهو الإعدام، فإنني أرجو صرف المبالغ الآتية:
  • لأخي من أبي سامي علي الجمال، القاطن.. برقم.. شارع الإمام علي مبلغ.. جنيه.  أعتقد أنه يساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التي صرفها على منذ وفاة المرحوم والدي عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء
  • لأخي الحبيب لبيب علي الجمال، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم ...، مبلغ ... كان يدّعي أني مدين له به، وليترحم عليّ إن أراد
  • مبلغ ... لشقيقتي العزيزة نزيهة حرم الصاغ أحمد شفيق والمقيمة بشارع الفيوم رقم.. بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة مني لها، وأسألها الدعاء لي دائما بالرحمة
  • المبلغ المتبقي من مستحقاتي يقسم كالآتي: نصف المبلغ لنجل شقيقتي نزيهة، وليعلم أنني كنت أكن له محبة كبيرة. النصف الثاني يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتي أمام الله، بعد أن بذلت كل ما في وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة إنا لله وإنا إليه راجعون
  • أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

اللواء عبد المحسن فايق الأب الروحى لرفعت الجمال

ضباط المخابرات

هناك جدل حول الضابط المسؤول عن تجنيد الجمال وزرعه داخل اسرائيل، فبعض المصادر تشير الى ‏"حسن حلمي بلبل" وهو أحد الرجال الذين انشأوا المخابرات المصرية العامة، وكان يرمز له في مسلسل رأفت الهجان باسم "حسن صقر"،  وكان" عبد المحسن فايق" مساعدا له وظهر في المسلسل باسم "محسن ممتاز". بينما يعتقد البعض الآخر ان "اللواء عبد العزيز الطودي" أحد ضباط المخابرات المصرية العامة الذي كان يرمز له في مسلسل رأفت الهجان بإسم "عزيز الجبالي" كان مسئولا عن الاتصال وعمل رفعت الجمال داخل اسرائيل. بينما يذهب البعض الآخر أن العملية كانت مجهودا جماعيا ولم تكن حكرا على أحد .


ضباط المخابرات

الجمال في أدب الجاسوسية


في فبراير عام 1987، روى الكاتب الراحل "صالح مرسى" كيف ظهرت إلى الوجود قصته عن عميل المخابرات رفعت الجمال. كان صالح قد قرر وقتها أن يتوقف عن كتابة هذا النوع من الأدب، لولا لقاء بالمصادفة جمعه بشاب من ضباط المخابرات المصرية أخذ يلح عليه وبشدة أن يقرأ ملخصا لعملية من عمليات المخابرات. وشرع صالح مرسي في قراءة الملف وتملكه إعجاب وتقدير كبير لشخصية "رفعت الجمال" وقرر ان يلتقي مع محسن ممتاز"عبد المحسن فايق" أحد الضباط الذين جندوا الجمال للحصول على تفاصيل إضافية تساعده في كتابة القصة. لكن محسن ممتاز رفض أن يعطيه معلومات حول شخصية رفعت الجمال الحقيقية. والتقى صالح مرسي بعدها أيضا مع "عبد العزيز الطودي" الذي عرف باسم عزيز الجبالي، والذي راح يروي على مدى عشرة فصول مخطوطة وعلى 208 ورقة فلوسكاب ما حدث على مدى ما يقرب من عشرين عامًا.
منذ ظهور قصة "رفعت الجمَّال" إلى الوجود، كرواية مسلسلة، حملت اسم رأفت الهجَّان في العدد رقم 3195 من مجلة المصوِّر المصرية، نجحت في جذب انتباه الملايين، الذين طالعوا الأحداث في شغف مدهش، لم يسبق له مثيل، وتعلَّقوا بالشخصية إلى حد الهوس، وأدركوا جميعًا، سواء المتخصصين أو غيرهم، أنهم أمام ميلاد جديد، لروايات عالم المخابرات، وأدب الجاسوسية.
تحوَّلت القصة إلى مسلسل درامي تليفزيوني هو مسلسل  "رأفت الهجان" الذي دارت أحداثه في ثلاثة أجزاء، وهو من إخراج يحيى العلمي وبطولة الفنان محمود عبد العزيز  ونخبة من نجوم التليفزيون المصري، وسيطر المسلسل على عقل الملايين، في العالم العربي كله، وراحت عشرات الصحف تنشر معلومات جديدة في كل يوم، عن حقيقة تلك الشخصية حيث أحدثت هذه الرواية هزة عنيفة لأسطورة تألق وتم اعتبار الجمال بطلاً قومياً في مصر عمل داخل إسرائيل بنجاح باهر لمدة تقارب العشرين عاما
.
إقرأ المزيد Résuméelnoba
 

النوبة اليوم © 2011 All rights Reserved elnoba elyoum | Template Style by Blogger | Development by Mohamed Hassn | الى الأعلى |