شاركنا هنا

‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصيات. إظهار كافة الرسائل

سميرة موسى... النابغة المصرية


 
يأتي شهر أغسطس حاملاً معه ذكرى وفاة واحدة من أفضل العالمات والتي أتت في زمن كان التعليم فيه حكراً على الرجال، فتمكنت من الدراسة ونهلت من العلم بل تفوقت وتميزت في واحد من العلوم الدقيقة وهو علم الذرة، كانت لها أمال عظيمة حلمت أن تحققها وان تستغل علمها لخدمة البشرية جميعاً وإحلال السلام، ولكن لم يُسمح لها بتحقيق ما كانت تصبو إليه فامتدت إليها يد الحقد وتم اغتيالها في حادث سيارة غامض بشع في الخامس عشر من أغسطس 1952، إنها سميرة موسى المرآة التي تحدت الجميع وتحدت نفسها وأثبتت بمهاراتها وعلمها أنها عبقرية فذة يندر أن يجود الزمان بمثلها.

النشأة
   ولدت سميرة موسى في الثالث من مارس 1917 بقرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية بمصر، كان لوالدها مكانة اجتماعية مرموقة بين أبناء قريته، وكان منزله بمثابة مجلس يلتقي فيه أهالي القرية ليتناقشوا في كافة الأمور السياسية والاجتماعية.
ترعرعت سميرة في وسط جو سياسي واجتماعي كان يقصر حرية التعليم على الرجل فقط، وفي مقابل ذلك ظهرت عدة حركات لتحرير المرأة ومنحها حقوق متساوية مع الرجل وعلى رأس هذه الحقوق حقها في التعلم وكانت من رائدات هذه الحركات كل من صفية زغلول، هدى شعراوي، ونبوية موسى،  ويرجع لهن الفضل بشكل أو بأخر في أن نالت موسى فرصتها في التعلم، هذا بالإضافة لوالدها الذي حرص على أن تتلقى أبنته العلم منذ الصغر متحدياً بذلك التقاليد السائدة في المجتمع في هذا الوقت.
تمتعت سميرة بذاكرة قوية وذكاء حاد وهو الأمر الذي ساعدها في دراستها بعد ذلك، قرر والدها الرحيل إلى القاهرة حتى تتمكن أبنته من إكمال تعليمها، وهناك قام بافتتاح فندق بالحسين حتى يقوم بتدبير مصاريف الإنفاق على عائلته.
ارتقت سميرة في تعليمها من مرحلة إلى أخرى فالتحقت بمدرسة قصر الشوق الابتدائية، ومن بعدها مدرسة " بنات الأشراف" الثانوية الخاصة التي قامت " نبوية موسى " بتأسيسها وإداراتها.

تفوقها ونبوغها
   لم تكن سميرة يوماً ما بالفتاة العادية فقد حرصت على التفوق في جميع مراحل التعليم فكانت الأولى في الشهادة التوجيهية عام 1935 ولم يكن هذا أمراً عادياً كما هو في يومنا هذا حيث أن الفتيات لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل حتى تم تغيير هذا القرار عام 1925 وتم إنشاء مدرسة الأميرة فايزة كأول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.
وكان لتفوق سميرة فضل كبير على مدرستها حيث كانت الحكومة تمنح المدرسة التي يخرج منها الأول معونة مالية، ونظراً لتفوقها وتميزها قامت مديرة المدرسة "نبوية موسى" بشراء معمل خاص بالمدرسة وذلك عندما علمت أن سميرة تنوي أن تنتقل إلى مدرسة حكومية نظراً لتوافر معمل بها.
ومما يدل على تفوق سميرة ونبوغها هو قيامها بإعادة صياغة كتاب الجبر وتوزيعه على زملائها مجاناً بعد طبعه على نفقة والدها.
قررت سميرة أن تلتحق بكلية العلوم على الرغم من أن مجموعها الكبير كان يؤهلها لتلتحق بكلية الهندسة، إلا أنها فضلت كلية العلوم لاتفاقها مع ميولها، وفي الجامعة حققت سميرة الكثير من النجاح وقد ساعدها في ذلك أستاذها الدكتور على مشرفة والذي كان يشغل منصب عميد كلية العلوم، والذي كان له بالغ الأثر عليها.
واستمراراً لتفوقها تمكنت موسى من الحصول على درجة البكالوريوس وكانت الأولى على دفعتها، وتم تعينها في الكلية كأول معيدة في كلية العلوم وكان للدكتور على مشرفة دور كبير في أن تنال سميرة حقها في التعيين كمعيدة متحدياً جميع الاعتراضات التي واجهتها.
وأثناء تواجدها بالكلية كطالبة شاركت في العديد من الأنشطة، فانضمت إلى ثورة الطلاب عام 1932، كما شاركت في مشروع القرش لإقامة مصنع محلي للطرابيش، وكان د.علي مشرفة أحد المشرفين على هذا المشروع، كما شاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة والتي هدفت إلى محو الأمية في الريف المصري، وجماعة النهضة الاجتماعية، بالإضافة لانضمامها إلى جماعة إنقاذ الطفولة المشردة، وإنقاذ الأسر الفقيرة.   

دراسات عليا
   لم تتوقف سميرة عند مرحلة علمية بل كانت تسعى دائما إلى أن ترتقي نحو المزيد من العلم والمعرفة، فحصلت على شهادة الماجستير في التواصل الحراري للغازات، وأعقبت ذلك بالسفر في بعثة إلى بريطانيا وقامت بدراسة الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، مكثت سميرة ببريطانيا ثلاث سنوات أنهت رسالة الدكتوراة في سنتين منهم، وعكفت في السنة الثالثة على البحث والدراسة وتوصلت من وراء أبحاثها إلى معادلة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس وصنع القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع وبالتالي لا تكون الدول الغنية فقط مثل أمريكا هي صاحبة الحق في امتلاك المعرفة والقوة.
أمنت الدكتورة سميرة موسى بمبدأ هام وهو التكافؤ في امتلاك الأسلحة النووية، حتى لا تفرض دولة قوتها على الأخرى، فأي دولة تسعى للسلام يجب أن تسعى له وهي في موقف قوة، وقد لفت انتباهها اهتمام إسرائيل بامتلاك الأسلحة النووية وانفرادها بها، وكان هذا بمثابة التأكيد على فكر سميرة في أهمية مجاراة التقدم والحصول على ميزة التسلح بنفس أسلحتهم، خاصة بعد ما عاصرته من مأساة القنبلة النووية التي أسقطها الأمريكان على كل من مدينتي هيروشيما وناجازاكي عام 1945 في الحرب العالمية الثانية.
وللأسف على الرغم من كثرة الأبحاث والدراسات التي قامت بها الدكتورة سميرة إلا أن معظمها لم يصل إلينا، كان أملها دوماً أن تستطيع تسخير الذرة لخدمة الإنسان في المجالات السلمية والطبية كالعلاج بالذرة وقد تطوعت في مستشفيات القصر العيني من أجل مساعدة المرضى في العلاج بالمجان.
وقد كان للدكتورة سميرة دور هام في إنشاء هيئة الطاقة الذرية، وتنظيم مؤتمر الذرة من اجل السلام بكلية العلوم وسط مشاركة علمية من قبل عدد كبير من علماء العالم، كما كانت عضواً في كثير من اللجان المتخصصة منها لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية التي شكلتها وزارة الصحة المصرية.
نشرت لها عدد من المقالات منها مقالة علمية مبسطة عن الطاقة الذرية، كما كانت تهوى القراءة والإطلاع وكانت لها مكتبة ضخمة تضم الكثير من الكتب القيمة المتنوعة والتي تم التبرع بها إلى المركز القومي للبحوث عقب وفاتها.

الاغتيال
   مثل كثير من العلماء المصريين الذين شهد العالم أجمع على نبوغهم لم يشأ عدد من الحاقدين أن تنعم أوطانهم بعلمهم تم اغتيال الدكتورة العالمة سميرة موسى لتنضم لقائمة العلماء الذين تم اغتيالهم، ويكتنف حادث وفاتها غموض رهيب لم يتم الكشف عنه حتى يومنا هذا، وجاء حادث الاغتيال عقب دعوة وجهت لها لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1951، حيث أتيحت لها الفرصة لزيارة معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية من اجل إجراء أبحاث في معاملها، وقبل عودتها لمصر بأيام تلقت دعوة من اجل زيارة معامل نووية في ضواحي ولاية كاليفورنيا في الخامس عشر من أغسطس، وفي الطريق الجبلي الوعر إلى كاليفورنيا ظهرت فجأة سيارة نقل اعترضت طريق السيارة التي تستقلها واصطدمت بها بقوة ملقية بها في وادي عميق، وقفز السائق منها ولم يعثر له على أثر إلى الآن، وبعد عدد من التحريات تبين أن السائق يحمل أسم مستعار وأن إدارة المفاعل لم تبعث أحد لاصطحابها، وانتهت بذلك حياة عالمة عظيمة كان من الممكن أن تغير الكثير في مجال الذرة والمجال العلمي في الخامس عشر من أغسطس 1952، وكانت الدكتورة سميرة قبل حادث اغتيالها قد تلقت عروضاً كثيرة لكي تظل في أمريكا لكن كان ردها موجزا ًوواضحاً " ينتظرني وطن غال يسمى مصر".
وفي أخر رسالة لها كانت تقول: "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام" حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم.
وهكذا رحلت عالمة الذرة المصرية سميرة موسى مخلفة وراءها كما من الغموض حول وفاتها وآمالا ًكانت قد عقدت بها .
بينما أصابع الموساد ملطخة بدمائها و دماء أخوتها العلماء الذين ابوا الا أن يخدموا وطنهم وعروبتهم . رحم الله عالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى وجزاها الله خير الجزاء على ماقدمت لبلدها وعروبتها والتى لم يمهلها أعداء الله والإنسانية حتى تستكمل ما بدأته رحمها الله وعوضها عنها خيرا .ً

إقرأ المزيد Résuméelnoba

مصطفى مشرفة - اينشتاين العرب






هو الدكتور علي مصطفى مشرفة أحد الأسماء البارزة في المجال العلمي، والذي حظي بالتقدير المصري والعالمي نظراً لمكانته العلمية المميزة، عرف عن الدكتور مشرفة نشأته الدينية الملتزمة والتي صاحبته في جميع مراحل حياته، كما أقبل على العلم فأخذ ينهل منه حتى تمكن من الوصول لمكانة علمية متميزة شهد له بها العالم أجمعكان د. مصطفى مشرفة أول مصري يشارك في أبحاث الفضاء, بل والأهم من ذلك كان أحد تلاميذ العالم ألبرت أينشتاين, وكان أحد أهم مساعديه في الوصول للنظرية النسبية, وأطلق على د. مشرفة لقب "أينشتاين العرب
النشأة
ولد علي مشرفة في 11 يوليو عام 1898م بمحافظة دمياط بجمهورية مصر العربية، ولد في عائلة ميسورة الحال تحظى بالاحترام والتقدير من الجميع، وعلى قدر عالي من العلم والثقافة فوالده هو السيد مصطفى عطية مشرفة أحد الشيوخ الأجلاء، والذي حرص على تنشئة أبنائه على الدين والعلم معاً حتى يخرجوا للمجتمع أبناء صالحين، وكان علي هو الابن الأكبر لمصطفى مشرفة، ولكن للأسف لم يتمكن الوالد من رؤية ولده في المكانة التي وصل لها حيث توفي في عام 1907م، وهو نفس العام الذي حصل فيه مشرفة على الشهادة الابتدائية.
لم تكن العلوم الفيزيائية فقط هي المسيطرة على حياة علي مشرفة، ولكن كانت العلوم الدينية هي الأساس حيث عمل والده منذ صغره على توعية ابنه وتوجيهه نحو الدين فقام مشرفة بحفظ القرآن الكريم صغيراً، هذا بالإضافة لحفظه للعديد من الأحاديث الصحيحة، وكان هذا الدعم الديني هو العامل المحفز له في جميع مراحل حياته التي حفلت بعد ذلك بالعديد من الأحداث والإنجازات.
 
البداية العلمية لمشرفة
بدأ مشرفة وضع قدمه على الطريق العلمي عندما حصل على شهادة البكالوريا بمجموع كبير وهو ما أهله للالتحاق بأفضل الكليات ولكن على الرغم من هذا قرر مشرفة الالتحاق بمدرسة المعلمين العليا، وبعد تخرجه منها ونظراً لتميزه ونبوغه تم اختياره للسفر ضمن بعثة علمية ولأول مرة إلى إنجلترا وكان ذلك في عام 1917م .
التحق مشرفة بعدد من الكليات منها كلية "نوتينجهام" ، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف من الجامعة الملكية بلندن عام 1923م، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن في فترة وجيزة.
عاد مشرفة مرة أخرى إلى أحضان الوطن حيث تم تعينه مدرساً بمدرسة المعلمين العليا، إلا أنه ما لبث أن عاد مرة أخرى إلى  إ نجلترا حيث أكمل دراساته وتمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم ليصبح أول مصري يحصل على مثل هذه الدرجة العلمية.

إنجازات تتوالى
بعد حصوله على الدكتوراه عاد مشرفة مرة أخرى إلى مصر حيث تم تعيينه كأستاذ للرياضة التطبيقية بكلية العلوم جامعة القاهرة، وحصل على درجة "أستاذ" في عام 1926م، على الرغم من الاعتراضات التي صاحبت هذا القرار لأن مشرفة لم يتجاوز الثلاثين من عمره بعد.
ولم يكن هذا كل شيء حيث تم تعيينه عميداً لكلية العلوم في عام 1936م ، وتوالت العمادة لأربع مرات متتالية نظراً لكفاءته وأدائه العلمي المتميز، وفي ديسمبر 1945م تم تعينه وكيلاً للجامعة.
وقد شهدت كلية العلوم أثناء فترة عمادته لها تألقاً علمياً ففتح المجال أمام الطلاب من أجل البحث العلمي، كما عمل على إنشاء قسماً للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية، وحول الدراسة في الرياضة البحتة باللغة العربية، وقام بتصنيف قاموساً لمفردات المصطلحات العلمية لترجمتها من الإنجليزية للعربية.
كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ ، حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية " أينشين " تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية
ولقد أضاف نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس ، إلا أن نظرية الدكتور مشرفة في الإشعاع والسرعة عدت من أهم نظرياته وسببًا في شهرته وعالميته ، حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة إشعاع في أصلها ، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد يتحول إحداها للآخر.. ولقد مهدت هذه النظرية العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات. كان الدكتور "علي" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب.. بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن الأيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة.. إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الأيدروجينية ، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا
تقدر أبحاث الدكتور "علي مشرفة" المتميزة في نظريات الكم والذرة والإشعاع والميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثًا.. وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته إلى حوالي مائتين.. ولعل الدكتور كان ينوي جمعها ليحصل بها على جائزة نوبل في علوم الرياضيات .  

اتجاهاته العملية
كانت للدكتور مشرفة العديد من الإسهامات العلمية القيمة والتي قام فيها بتفسير وتعديل عدد من النظريات والمسائل العلمية، فقام بتعديل النظرية النسبية لإينشتاين، والنظرية الإلكترونية والكهرومغناطيسية للضوء، كما قام بإضافة عدد من النظريات الجديدة مثل نظريته في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس، ونظريته في الإشعاع والسرعة والتي تعد من أهم نظرياته وكانت السبب وراء شهرته حيث أثبت فيها أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبار كل من المادة والإشعاع وجهان لشيء واحد بإمكان كل منهما أن يتحول إلى الأخر وقد قامت هذه النظرية بفتح المجال بعد ذلك من أجل تحويل المواد الذرية إلى إشعاعات.
وعلى الرغم من أبحاث مشرفة في الذرة إلا أنه كان من أشد الرافضين أن تستخدم في الحروب، ولمشرفة أبحاث عديدة في نظريات الكم ، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا وغيرها العديد من الأبحاث القيمة، وقد احتلت أبحاثه مكانة متميزة في الجامعات المختلفة وفي الدوريات العلمية.   

فكره وجهوده
دعا مشرفة دائما من أجل التسلح بالعلم ومواكبة التقدم العلمي في العالم بل السعي من أجل التفوق وليس مجرد أن نكون في نفس المستوى، وإنه يجب أن يكون هناك تكافؤ علمي حتى لا يكون هناك تهديد من دولة على أخرى، هذا بالإضافة لأهمية دراسة الماضي وما كتبه العلماء القدامى للاستفادة منه في العلوم الحاضرة، وإنه يجب على الإنسان الإطلاع على ما حوله دائماً القديم منه والحديث.
وبالإضافة لجهود مشرفة في مجال العلوم والذرة وغيرها من الأمور العلمية، كان ملماً أيضاً بأمور الأدب واللغة والشعر فكان عضواً بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية، وقام بترجمة عدد من الأبحاث إلى اللغة العربية، وكان حريصاً على حضور المؤتمرات والمناظرات ونشرت له العديد من المقالات.
دُعيَ من قبل العالم الألماني الأصل ألبرت أينشتين للاشتراك في إلقاء أبحاث تتعلق بالذرة عام 1945 كأستاذ زائر لمدة عام، ولكنه اعتذر بقوله: "في بلدي جيل يحتاج إلي"

الوفاة
واحد من العلماء الذين عثر على جثثهم مغطاة بعلامات الاستفهام. ", وكانت تشير كل الظروف المحيطة انه مات مقتولاً إما على يد مندوب عن الملك فاروق, أو على يد الصهيونية العالمية, ولكل منهما سببه.
 اما سبب النظام الملكي المصري في ذلك الوقت دور في قتله, خاصة إذا علمنا أن د. مشرفة قام بتشكيل جماعة تحت اسم "شباب مصر", كانت تضم عدداً كبيراً من المثقفين والعلماء والطلاب, وكانت تهدف لإقصاء نظام فاروق الملكي وإعلان مصر جمهورية عربية مستقلة. وذاع أمر هذه الجماعة السرية ووصلت أخبارها إلى القصر الملكي، مما يعطي للقصر مبرراً للتخلص من د. مصطفى.
 أما الصهيونية العالمية فيكفي أن نقول أن نظرتهم للطالبة النابغة د. سميرة موسى لن تختلف عن نظرتهم لأستاذها الأكثر نبوغاً د. مصطفى مشرفة, ولعبت الصهيونية لعبتها القذرة وهي التصفية الجسدية, وكانت نظرة واحدة تعني التخلص منهما ومن أمثالهما والتخلص فيما يعرف بإغتيال العقول العربية.
 وقد توفى في 16 يناير عام 1950 بطريقة بدائية للغاية بالسم. بعد أن بذل الكثير من الجهد من أجل العلم، وقد شهد العالم أجمع على مدى عبقريته وإمكانياته العلمية المتميزة، ويوجد لمشرفة تمثال بمتحف الشمع بلندن ضمن أفذاذ العلماء بالعالم.  

إقرأ المزيد Résuméelnoba

أردوغان - الشعبية التركية والاسلامية




رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، ورئيس حزب العدالة والتنمية التركي، شخصية شهيرة تتمتع بالذكاء السياسي وتحظى بحب الشعب التركي واحترامه، فقد تمكن بمهارة من أن يستحوذ على قلوب أفراد الشعب نظراً لتحدثه الدائم بلسانهم، فهو خطيب وسياسي متميز له تأثيره القوي عليهم، كما تمكن من إثبات وجوده في جميع الأوساط السياسية العالمية والأوربية، هذا على الرغم من الجدل المثار حوله دائماً والترقب الدائم من قبل العلمانيين له، ولخطوات حزب العدالة والتنمية.
تعرض أردوغان في تاريخه السياسي الممتد إلى الآن للعديد من المواقف، والمعارك السياسية والتي تمكن بمنتهى المهارة والذكاء بالتغلب عليها بل انقلب الأمر لصالحه في الكثير من الأحيان فكان يحقق فوز تلو أخر من خلال حزب العدالة والتنمية والذي يقوم برئاسته.

النشأة
ولد رجب طيب أردوغان في 26 فبراير عام 1954م في حي قاسم باشا وهو أحد الأحياء الفقيرة بمدينة استانبول التركية، وكان والده يعمل في خفر السواحل بمحافظة "رِزا " شمال تركيا، ثم انتقل إلى استنبول في محاولة منه لرفع مستوى المعيشة الخاص بأفراد أسرته.
تلقى أردوغان تعليمه الابتدائي ثم التحق بمدرسة الأئمة والخطباء الدينية، انتقل بعد ذلك للمرحلة الجامعية حيث التحق بكلية التجارة، والاقتصاد بجامعة مرمرة باستنبول، قام بالعمل أثناء مرحلة الطفولة في بعض الأعمال والمهن البسيطة من أجل جني المال لمساعدة والده وأيضاً من أجل توفير جزء من مصاريف تعليمه، كما قام بممارسة رياضة كرة القدم.
وقد تأثر أردوغان بتعليمه الديني كثيراً مما أثر في شخصيته بشكل بالغ، وكان ومازال يؤكد دائماً أن الإيمان والأخلاق الإسلامية، والإقتداء بأخلاق وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هم السبب الرئيسي وراء النجاح.

الحياة السياسية

 كان الزعيم نجم الدين أربكان "زعيم حزب الرفاة الإسلامي والذي شغل بعد ذلك منصب رئيس الحكومة في تركيا" ، هو أحد العوامل المؤثرة في الحياة السياسية لأردوغان والذي قام بمرافقته دائماً حتى في مرحلة الحظر السياسي الذي فرض على نجم الدين بعد الانقلاب العسكري الذي حدث في عام 1980م، قام أردوغان بخوض الحياة السياسية من خلال حزب السلامة الوطني برئاسة الزعيم نجم الدين أربكان، ثم تولى منصب رئيس الحزب في مدينة اسطنبول عام 1976م، تولى بعد ذلك منصب رئيس حزب الرفاة في استنبول عام 1985م، وتم ترشيحه من قبل الحزب لعضوية البرلمان التركي وذلك في مرتين أحداهما عام 1987م، والأخرى عام 1991م ولكنه لم يحالفه الحظ في كلتا المرتين.
ثم تم ترشيحه عن حزب الرفاة في الانتخابات البلدية لرئاسة بلدية استنبول وهي أكبر بلدية عامة بتركيا وبالفعل فاز في الانتخابات وأصبح عمدة استنبول في عام 1994م، وقد قام بتحقيق العديد من الإنجازات في خلال فترة رئاسته لها، حيث قام بتطويرها وإضافة لمسة جمالية عليها وهو الأمر الذي زاد من ارتباط أفراد الشعب به.
قامت الحكومة التركية بحظر حزب الرفاة ومنع نجم الدين أربكان من كافة نشاطاته السياسية، فقام بعد ذلك أعضاء حزب الرفاة بتأسيس حزب "الفضيلة" ولكن حظه لم يكن أفضل من السابق حيث عملت محكمة الدستور على حله ومطاردة أحزاب الإسلاميين في تركيا.
شكل الجناح التجديدي في الحزب حزباً جديداً باسم حزب العدالة، والتنمية، وقام أردوغان بترأسه، ولكن قامت لجنة الانتخابات العليا بإصدار قرار بعدم أهلية أردوغان للترشيح لعضوية البرلمان بناءً على رسالة من رئيس محكمة التمييز ثم قام بإرسالها إلى لجنة الانتخابات العليا نص فيها على عدم أهلية أردوغان ليكون عضواً مؤسساً لحزب أو رئيساً له كما أنه لا يمكن أن يرشح لعضوية البرلمان.

السجن

على الرغم من شعبية أردوغان الكبيرة إلا أنه تعرض للسجن بناء على حكم من محكمة أمن الدولة في ديار بكر عام 1998م، حيث قضت بسجنه لمدة عشرة أشهر ومنعه من ممارسة أي نشاط سياسي وذلك بسبب شعر قام بسرده في إحدى خطاباته السياسية وكان من ضمن بيوت الشعر الذي تلاه "المساجد ثكناتنا، والقباب خوذنا، والمآذن حرابنا والمؤمنون جنودنا " وهي أبيات من الشعر التركي، حيث اعتبرتها المحكمة حينها بمثابة تحريض على الكراهية الدينية ومحاولة لقلب النظام العلماني فأصدرت حكمها بسجنه ومنعه من العمل في وظائف حكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة.
قضى أردوغان بالسجن فترة أربعة أشهر خرج بعدها ولكن ظل الحظر السياسي عليه موجود وبعد فترة أصدرت الحكومة عفوها العام عنه، وتم إدخال بعض الإصلاحات على قانون الجزاء التركي في البرلمان، مما أتاح الفرصة أمام أردوغان لممارسة نشاطه السياسي بحرية.

رئيساً للوزراء
 
في نوفمبر 2002م شهدت الحياة السياسية التركية انتخابات رئاسة الوزراء التي تنافس فيها عدد من الأحزاب السياسية، واكتسحها أردوغان بفوز ساحق حيث أصبح رئيساً للوزراء في 14 مارس 2003م، وعلى الرغم من وجود العديد من الأحزاب العلمانية المتشددة وسيطرتها على الجو السياسي في البلاد، إلا أن الكثيرين من الأشخاص والناخبين وضعوا ثقة كاملة في أردوغان الذي وعلى الرغم من توجهه الديني، إلا أنه حافظ على التزامه بأسس النظام السياسي والدستوري في البلاد والذي يقضي بأن تركيا دولة علمانية يُفصل فيها الدين عن السياسة والدولة، وأكد في العديد من المناسبات المختلفة أن حزبه ليس حزب إسلامي متشدد بل أنه حزب معتدل، كما أنه يرفض الدخول في مواجهات مع الأحزاب العلمانية الأخرى، فقام بتشكيل حكومة قوية اجتذبت عدد من الأتراك المتدينين وغيرهم من الباحثين عن التغيير والإصلاح.
حافظ أردوغان على علاقته السياسية المعتدلة مع مختلف الطوائف، بما يتمتع به من ذكاء سياسي وعمل على تأكيد هويته السياسية والتي تبتعد عن التشدد الديني على الرغم من الخلفية الإسلامية التي يتميز بها. 
ساهمت العديد من العوامل في تألق أردوغان سياسياً كان أولها هو سمعته الطيبة وشرفه، وشهادة معارضيه قبل مؤيده له ببعده عن الفساد ومحاربته له، وحب الناس له وشعبيته الكبيرة بينهم نظراً للإصلاحات والتطورات التي أجراها عندما كان رئيساً لبلدية استنبول، بالإضافة لسجله السياسي البعيد عن الألاعيب السياسية وترديد الشعارات الخاوية مما زاد من صعود نجمه بين غيره من السياسيين، وفوز حزبه بأغلبية ساحقة في الانتخابات.
وطبقاً للقانون التركي توجد حرية مطلقة للسلوك الفردي، وهو الأمر الذي أراد أردوغان أن يعمل به في مواجهة الأوساط العلمانية المتشددة التي تقف في وجه أي محاولة لارتداء الحجاب من قبل الطالبات والموظفات في جهات الدولة المختلفة، حيث قام بتقديم وعد بإلغاء القانون الذي يمنع السيدات والفتيات من دخول المصالح الحكومية والمدارس والجامعات والمحافل الرسمية بالحجاب، ومن المعروف أن كل من زوجة أردوغان وابنتاه يرتدوا جميعاً الحجاب.
كما شغل أردوغان هموم المواطن التركي فعمل على حل مشاكله والبحث فيها، هذا بالإضافة لمحاولاته من أجل النهوض بمستوى المعيشة الخاص بالأفراد وتحقيق أملهم في التغيير والحرية في كافة المجالات، تمكن أردوغان من قيادة البلاد وسعى لحل جميع القضايا بذكاء وحكمة على الرغم من تعقدها وتشابكها سواء في القضايا الداخلية أو الخارجية لتركيا.

فوز ساحق

في ظل جو التوتر الذي كانت تعيشه تركيا من أجل انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية والتي يتنافس فيها حزب العدالة والتنمية مع الأحزاب التركية الأخرى، ويأتي على رأسها حزب الشعب الجمهوري، وهو الحزب العلماني المتشدد، يأتي حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان ليحقق فوز كاسح في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 22 يوليو 2007 حيث حصد حزب العدالة حوالي 61% من مقاعد البرلمان.
وعلى الرغم من الأحاديث التي تم تداولها في الأوساط العلمانية المعارضة من أن أردوغان يسعى من أجل إقامة دولة دينية على غرار الدولة الإيرانية وهو الأمر الذي يتناقض مع الطبيعة العلمانية للدولة والتي تعد أبرز المعالم الأساسية للجمهورية، إلا أن اردوغان نفى ذلك قائلاً " لن نتنازل عن أي من المبادئ الأساسية للجمهورية, سنواصل بتصميم الإصلاحات الاقتصادية والديموقراطية"، كما أكد أردوغان على احترامه للقيم الجمهورية والعلمانية.
وجاءت نتيجة الانتخابات الرئاسية لتدعم بقوة مركز حزب العدالة والتنمية حيث فاز بها عبد الله جول، أحد الأضلاع الأساسية في حزب العدالة والتنمية والذي تزعمه أردوغان، بالإضافة لشغله سابقاً لمنصب وزير الخارجية في حكومة أردوغان، هذا الأمر الذي أدى إلى المزيد من القلق بين الأوساط العلمانية، وأصبح الحزب الذي طالما عارضوا وجوده هو الحزب الذي يمتلك مقاليد الحكم في البلاد. والسبب الرئيسى الذى أشيع عن فوز حزب العدالة والتنمية هو تكاتف القوى الدينية لمواجهة العلمانية بعد مظاهرات قوية للتيار العلمانى بلغ 3 مليون مواطن وفى ذلك الوقت منع الشرطة والجيش التيار الاسلامى من اقامة مظاهراتهم بكل سلمية مثل السماح للتيار العلمانى وتم قمعهم مما جعل القوى الاسلامية تتكاتف جميعا وكانت النتيجة هو الفوز الساحق لحزب العدالة والتنمية

شخصيات أثرت في أردوغان

أثرت العديد من الشخصيات الهامة في حياة أردوغان يأتي في مقدمتها تأثره بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك نظراً للنشأة والتربية الدينية التي ترعرع فيها، ثم بالزعيم نجم الدين أربكان الذي كان له بالغ التأثير عليه فهو الذي أعطاه الفرصة ليصبح رئيس فرع حزب الرفاة، ثم رئيس لبلدية استنبول في عام 1999م، كما تأثر أردوغان بكل من الشاعرين المسلمين محمد عاكف، ونجيب فاضل والذي عاصره وتلقى منه العديد من الدروس في الشعر والأدب.
الجانب الإنساني
يعرف عن أردوغان احتلال الجانب الإنساني ركناً هاماً في شخصيته فهو يحب العلاقات الإنسانية، والاجتماعية، مما خلق جو من الحب والألفة بينه وبين أفراد الشعب التركي، فقام برعاية المعوقين وخصص لهم العديد من الامتيازات والحفلات وقام بتوزيع المقاعد المتحركة عليهم، بل أكثر من هذا كان هو أول رئيس حزب يقوم بترشيح عضواً معوقاً في الانتخابات البرلمانية لتركيا وهو " لقمان آيوا " وهو كفيف ليصبح أول معوق يدخل البرلمان في تاريخ تركيا.
كما أن شخصية أردوغان تتميز بالشخصية المتواضعة فهو يقوم بقبول الدعوات المختلفة لأفراد الشعب لحضور المناسبات المختلفة لهم ويحرص على التصافح معهم ويحافظ على العلاقات الاجتماعية، مما جعله يأخذ مكانة مميزة في قلوب الشعب التركي، تزوج أردوغان في 4 يوليو 1978م، ولديه أربعة أبناء ولدان وبنتان.

من أقوال أردوغان

قال أردوغان عن حزبه بعد الوصول إلى الحكم :
البعض يسموننا حزبا إسلاميا، والبعض الآخر إسلاميا معتدلا.. ولكننا لا هذا ولا ذلك، نحن حزب محافظ ديمقراطي ولسنا حزبا دينيا، وعلى الجميع أن يعرف هذا.
كما علق على ما يخص المشاكل الداخلية بقوله:
سوف نحل المشاكل بالتفاهم الجماعي لا نريد توترات.. إن اللعب بالورقة الدينية يجب أن ينتهي في هذا البلد.
وقال منتقداً ازدواجية السياسة الخارجية الأمريكية :
الطريقة التي ينظرون بها إلى الإرهاب هناك في إسرائيل وفي تركيا ليست واحدة. إنهم يبدون التسامح تجاه دولة ..ويتبعون سياسة مختلفة تجاه دولة .. وهذا غير مقبول .

الموقف التركى
ظهر الجانب التركى قويا فى القضية الفلسطينية بعد اعلان تركيا مساعدة قطاع غزة بارسال اسطول الحرية التركى رغم التهديدات الاسرائيلية ولكن اردوغان اصر على ارسال الاسطول من اجل نجدة غزة وحدث اعتداء اسرائيلى غاشم على الاسطول وقتل بعض طاقمه مما اعلن اردوغان الذهاب الى الامم المتحدة لاتهام اسرائيل بالتعدى المدنيين الاتراك من خلال افراد البحرية الاسرائيلية وظهر تقرير الامم المتحدة بادانة اسرائيل فى الحادث ووقتها اعلن اردوغان الغاء الاتفاقات العسكرية بينهم وبين اسرائيل وقطع العلاقات .
وفى وقت قريب زار اردوغان القاهرة ومنها الى ليبيا ثم تونس لتوطيد العلاقات بين دول الثورات العربية واستعداد تركيا لتقديم المساعدات الى بلاد الثورات العربية .


إقرأ المزيد Résuméelnoba
 

النوبة اليوم © 2011 All rights Reserved elnoba elyoum | Template Style by Blogger | Development by Mohamed Hassn | الى الأعلى |