مقلة العين تتحرك في كافة الاتجاهات بواسطة ستة عضلات دقيقة خارجية تحرك كل عين. وهذه العضلات تغذيها ثلاثة أعصاب من المخ: العصب الثالث والعصب الرابع والعصب السادس. تتعاون العضلات مع بعضها وتعمل في تناسق ليس فقط في نفس العين ولكن مع عضلات العين الأخرى حتى تتحرك العينان معاً .
العينان السليمتان تنظران معاً إلى نفس الشيء وتتحركان معاً وذلك ناتج عن تعاون العضلات المحركة للعينين . أما في الحول ، فإحدى العينين تكون ناظرة للأمام بينما العين الأخرى تتجه إما إلى الداخل أي ناحية الأنف وهذا ما يسمى بالحول الأنسى ، وإما إلى الخارج أي ناحية الأذن وهذا ما يسمى بالحول الوحشي وإما إلى أعلى أو أسفل وهذا ما يسمى بالحول الرأسي .
النظر الموحد بالعينين معاً :-
موقع العينين يتيح الفرصة لأن ترى العين اليمني صورة مشابهة لما تراه العين اليسرى , والمخ يمكنه مزج هاتين الصورتين في صورة واحدة مجسمه أي لها طول وعرض وارتفاع وعمق وهذه القدرة على النظر الموحد بالعينين يكتسبها الإنسان منذ الولادة وأثناء النمو ويختزن المخ هذه الخبرة بشرط أن تكون العينان سليمتين و درجة إبصارهما متقاربة .
هذه القدرة على النظر الموحد تتدرج في ثلاث مراحل :-
· المرحلة الأولى : هي قدرة العينين على استقبال صورتين مختلفتين في نفس الوقت مثل صورة أسد على العين اليمني وقفص على العين اليسري
· المرحلة الثانية : هي مرحلة دمج صورتين مختلفتين بعض الشيء مثل أرنب معه شمسية وبدون ذيل مع أرنب بدون شمسية وله ذيل
· المرحلة الثالثة : هي قدرة تقدير الأعماق
الطبيب يمكنه قياس هذه الدرجات الخاصة بالنظر الموحد بواسطة جهاز خاص يستعمل في التشخيص والتدريب أيضاً .
الحول الكاذب :-
هناك حالات كثيرة يلاحظ فيها أهل الطفل أن لديه حول بينما الطبيب يقرر أن الطفل طبيعي وهذا الحول الكاذب له أسباب كثيرة منها ضيق المسافة بين العينين أو أتساع المسافة بين العينين، أحياناً وجود ثنية جلدية تغطي الزاوية الداخلية وتغطي جزءاً من الصلبة من الناحية الأنفية وهذا النوع من الحول ليس حقيقيا، والذي يقرر هذا هو الطبيب وحده ولا يستلزم علاجاً .
الحول الحقيقي :-
ينقسم إلى نوعين أساسيين :-
· الحول المترافق :
الذى يحدث فيه انحرافا متساويا عند نظر العين لأى جهه من الجهات,لأن العين المنحرفه تتبع فى حركتها العين السليمه أى أنها ترافقها فى حركتها .· الحول الشللي :
وسوف نتحدث عنه في مجال آخر .
الحول المترافق : أسبابه وأنواعه :-
· الحول الخلقي : وهو الذي يظهر خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة .
· الحول التكيفى : المرتبط بعيوب الإنكسار في العين
· الحول الحسي : بسبب نقص وصول الشعاع الضوئي إلى الشبكية بسبب عتامات في الوسط مثل عتامة بالقرنية ،كتاركتا خلقية أو إصابية بإحدى العينين ،عتامة أو نزيف بالجسم الزجاجي
· الحول التلوى : الذي ينشأ بعد عمليات إصلاح الحول ويظهر في اتجاه جديد مثل الحول الوحشي الذي ينتج أحياناً بعد عمليات إصلاح الحول الأنسي وهذا يمكن تداركه بطرق عدة يحددها الطبيب المعالج .
الحول الخلقي :-
هو الحول الذي يظهر في خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة ويتميز أكلينكياً بعدة مظاهر فهذا الحول يكون أنسياً في أغلب الأحيان أي أن العين تتجه إلى الداخل ، وزاوية الحول تكون عادة كبيرة ، يكون هذا الحول إما تبادليا أي أن كل عين تحول بالتبادل مع العين الأخرى وإما أن يكون الحول دائماً في عين واحدة وهذا النوع يحدث منه مشاكل كثيرة بسبب عدم استعمال العين الحولاء نذكرها فيما بعد
أيضاً هذا النوع من الحول قد تظهر به أعراض جديدة غالباً بعد انقضاء السنة الأولى مثل أنواع من الحول الرأسي وزيادة عمل العضلة المائلة السفلية . وظهور هذه الأعراض الجديدة غير مرتبط باصلاح الحول الخلقي
أو عدمه .
إصلاح الحول الخلقي ينصح بان يكون مبكراً ولا ينتظر حتى بلوغ سن معين والإصلاح يؤدي إلى إصلاح عيوب النظر وإصلاح الشكل .
وهو الحول الذي يظهر فيما بعد ، أي بعد الستة أشهر الأولى من ولادة الطفل ومعظم هذه الأنواع يظهر فيما بين السنة الأولى والثالثة ويكون مرتبطاً بعيوب انكسار العين وخاصة طول النظر ويلاحظ في هذا النوع من الحول أن الزاوية تزداد عند النظر للأشياء القريبة وهذا النوع من الحول يمكن أن يكون متبادلا بين العينين أو يكون ثابتاً في عين واحدة .
علاج الحول المتسبب عن طول النظر يعتمد أساساً على إصلاح طول النظر عن طريق لبس النظارة الطبية المناسبة ويمكن أن يحتاج إلى وسائل علاج إضافية
يقسم الحول أيضاً حسب اتجاه العين:
· الحول الإنسي:
وهو الحول الذي تتجه فيه إحدى العينين أو بالتبادل إلى الداخل، أي ناحية الأنف، ويندرج هذا ضمن حالات الحول الخلقي الإنسي، والحول المرتبط بطول النظر، وغيرها..
· الحول الوحشي:
وهو الحول الذي تتجه فيه إحدى العينين أو بالتبادل إلى ناحية الخارج، أي إلى ناحية الأذن، وهذا النوع من الحول غالباً ما يبدأ في الظهور في بعض الأوقات فقط، ويسمى الحول الوحشي المتقطع
وتزداد فترة ظهوره في العين مع مرور الوقت وهذا النوع يحتاج إلى المتابعة بواسطة الطبيب ليقرر التوقيت اللازم للتدخل والإصلاح.
· الحول الرأسي:
وهو الحول الذي تتجه فيه إحدى العينين إلى أعلى أو إلى أسفل بالنسبة للعين الأخرى، ويشمل عدة أسباب بعضها أسباب خلقية، وبعضها أسباب شللية مثل:
- زيادة عمل العضلة المائلة السفلية المصاحب لكثير من حالات الحول الخل.
- شلل العضلات الرافعة للعين
- شلل العضلة المائلة العلويه
- بعض حالات الحول الخلقية النادرة مثل متلازمة ديوان
الحول الكامن:
في هذه الحالة يوجد حول حقيقي، ولكنه غير ظاهر، بسبب بذل العينين جهداً عصبياً وعضلياً لتجنب ظهوره والمحافظة على توازي العينين من أجل الحفاظ على النظر الموحد، وأعراضه هي مظاهر إجهاد العين مثل الاحمرار والصداع، ويظهر هذا الحول في حالات إجهاد العينين أو الضعف العام أو بواسطة اختبارات يجريها طبيب العيون.
وعلاج الحول الكامن غالباً ما يكون نظارة طبية ونادراً ما يكون جراحياً.
كيف يرى الطفل في بداية الحول؟
أو بمعنى آخر ما هي المشاكل التي يعاني منها الطفل في بداية الحول؟
· يتسبب عدم توازي العينين في أن يرى المريض صورتين لنفس الشيء، إحداهما واضحة (الواقعة على مركز إبصار العين السليمة) والأخرى مشوشة (الواقعة على نقطة بالشبكية خارج مركز إبصار العين الحولاء) وهو ما يسمى بالازدواج
الإزدواج الرؤيه الطبيعيه
· كذلك يؤدي سقوط الشعاع الضوئي القادم من الجسم المرئي (مثل صورة الباب) على بؤرة العين السليمة، بينما يسقط شعاع ضوئي آخر قادم من جسم مرئي آخر على بؤرة العين الحولاء التي لها اتجاه آخر (مثل صورة الشباك). يؤدي ذلك إلى سقوط الصورتين المختلفتين على بؤرتي العينين، فيعاني المريض من رؤية صورتين مختلفتين في نفس المكان لوقوع الصورتين على مركزي الإبصار بالعينين، وهو ما يسمى بـالتشوش.
التشوش
كيف يتخلص الطفل من هذه المشاكل؟
عين الطفل التي لا زالت في مراحل النمو لها القدرة على التكيف بوسائل عديدة في سبيل التخلص من هذه المشاكل، وذلك عن طريق حدوث بعض المضاعفات:
1- إحباط الصورة القادمة من العين الحولاء، وذلك ما يحدث في الحول التبادلي، حيث تنظر عين وتحبط الأخرى بالتبادل، وبهذه الطريقة يتخلص من الازدواج ومن التشوش.
2- كسل العين الحولاء، وهذا يعتبر من المشاكل الكبرى في الحول ومعناه أن العين لا ترى كما ينبغي برغم لبس النظارة الطبية وبرغم أن قاع العين سليم، ولكن يحدث هذا الكسل عندها يكون الحول في عين واحدة، فيحدث إحباط مستمر لهذه العين لتجنب الازدواج والتشوش، وينشأ الكسل بسبب الإحباط المستمر. (وهناك أسباب كثيرة لكسل العين تذكر في مجال آخر).
3- نشأة توافق شبكى غير طبيعى و مركز إبصار جديد للعين الحولاء وهذا أيضاً يعتبر من مضاعفات الحول، حيث إن بؤرة الإبصار لا تكون سوية إلى بمركز الإبصار الطبيعي.
الهدف من العلاج ليس فقط لإصلاح الشكل والتجميل، فهذا الهدف البسيط يمكن تحقيقه في أي سن ومهما طالت المدة بين ظهور الحول وبداية علاجه، لكن الهدف الأساسى والهام هو استعادة النظر السليم في العين الحولاء وعلاج الكسل بها، وكذلك استعادة النظر الموحد بالعينين.
وهذا لن يتحقق إلا بعد تقارب قوة الإبصار بالعينين، معنى هذا أنه بمجرد ملاحظة الحول يتعين على أهل الطفل استشارة طبيب العيون وبداية العلاج . الإسراع في العلاج والالتزام بتعليمات الطبيب يزيد من فرص النجاح.
ويتلخص علاج الحول في النقاط الآتية:
· فحص قاع العين بعد استعمال القطرات الباسطة للعضلة الهدبية، وذلك للتأكد أولاً من خلو العين من أمراض داخلية يكون الحول أحد مظاهرها، وقياس قوة انكسار العين بدقة ووصف النظارة الطبية المناسبة، وينصح بلبسها طوال الوقت.
· قياس قوة الإبصار بالنظارة الطبية ، وإذا وجد كسل بإحدى العينين فلابد من علاجه عن طريق تغطية العين السليمة من أجل استعمال العين الحولاء الكسلانة والذي يحدد مقدار التغطية ومدى استمرارها هو الطبيب المعالج .
· تدريب العينين على النظر الموحد بواسطة أجهزة خاصة .
· العلاج الجراحي : قد يلزم إذا ما وجد أنه لا تزال هناك زاوية حول برغم استعمال النظارة الطبية الملائمة – في هذه الحالة تجرى عملية جراحية بالإضافة إلى النظارة الطبية .
ما هو دور النظاره الطبيه فى علاج الحول ؟
· إذا كانت النظارة الطبية تصلح زاوية الحول تماماً فليس هناك لزوم للجراحة في هذه الحالة
علاج الحول بالنظاره الطبيه
· إذا كانت النظارة الطبية تصلح زاوية الحول وتبقي هاك زاوية موجودة بالرغم من لبس النظارة فهنا يلزم إجراء عملية جراحية إلى جانب لبس النظارة .
· إذا كان الحول غير مرتبط بالنظارة الطبية ، أي أن ليس هناك نظارة تصلحه ففي هذه الحالة يلزم إصلاح الحول بعملية جراحية .
أنواع عمليات إصلاح الحول :-
يراعي قبل إجراء عمليات الحول قياس زاوية الحول بدقة حتى يمكن عمل الإصلاح اللازم بدقة تعتمد جراحات إصلاح الحول على :-
· إضعاف بعض العضلات المحركة للعين ، مثل إضعاف العضلة المستقيمة الداخلية في حالات الحول الأنسى عن طريق إرجاعها للخلف بمسافة معينة حسب زاوية الحول المقاسه ومثل إضعاف العضلة المستقيمة الخارجية في حالات الحول الوحشي عن طريق إرجاعها للخلف.
· تقوية بعض العضلات المحركة للعين مثل استئصال حزء من العضلة لتقصيرها أو ثنى العضلة وتستخدم للعضلات المراد تقويتها مثل تقوية العضلة المستقيمة الخارجية في بعض حالات الحول الأنسي .
· تغيير مسار بعض العضلات مثل تغيير مسار العضلة المائلة السفلية في بعض عمليات إصلاح الحول الرأسي.
حول وحشى قبل الجراحه و بعد الجراحه
حول انسى قبل الجراحه وبعد الجراحه
حول رأسى قبل الجراحه و بعد الجراحه
حول رأسى وأفقى قبل الجراحه و بعد الجراحه
المراجِع
- - kanski J.J (2003) stabismus in clinical ophtamology(a systemic approach); edited by kanski J.J. & Menon J., Butterworth Heinemann,London,New York ,Oxford, Philadelphia, St.Louis,Toronto;5th edition, chapter 16, p 516.
- - spaeth GL (2003) Extraocular Muscle Surgery. in Ophthalmic surgery Principles and Practice, 3 rd ed .,6:560>
- - Von Noorden GK, and campos Ec(2002) Binocular vision and ocular motility: theory and management of strabismus. 6th ed St . Louis (MO):Mosby; 573 - 591
- - Wright KW(1995c). Sensory examination in : Paediatric Ophthalmology and Strabismus. Wright Kw (ed.).St. Louis, Mo:Mosby - Year Book, Inc; 159-177
- - Wright Kw(2000a). Princi;les of strabismus surgery. In Colour Atlas of strabismus
- كنول للمعرفة
- surgery , Strategies and Techniques, Second ed:2